responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أنوار الفقاهة في شرح تحرير الوسيلة (كتاب الحدود) المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 5

«إنّ الله قد جعل لكلّ شي‌ء حدّاً وجعل لِمَن تعدّى ذلك الحدّ حدّاً»

[1]، وسيأتي الكلام في معنى هذا الحديث الشريف وأمثاله بصورة مفصّلة إن شاء الله تعالى.

وعلى كلّ حال لو لم يكن هناك عقوبات دنيوية لمن تجاوز الحدّ وارتكب المعاصي والأخطاء لبقيت القوانين بلا ضامن لإجرائها، كما في القوانين العقلائية أو مع ضامن غير شامل لجميع الناس، كما في الأحكام الإلهية، وهذه فلسفة سنّ العقوبات والحدود والتعزيرات، ومن هنا يظهر عدم صحّة ما تفوّه به البعض من تعطيل الحدود والتعزيرات في زمن الغيبة بسبب عدم حضور إمام العصر (ع) بنفسه، وبطلان هذا القول واضح وبيّن، لاستلزامه انتشار الفساد والفوضى في المجتمع، والمعلوم كونه غير مرضيّ عند الشارع، ويشهد عليه ما يأتي في الأمر الثاني.

الأمر الثاني: اهتمام الشارع بإجراء الحدود

تبيّن ممّا ذكرنا في الأمر الأوّل سرّ تأكيد الإسلام على إجراء الحدود بلا تأخير فيها، وناهيك في هذا الأمر عن الروايات التالية المتضمّنة لنكات عالية:

1 ورد في روايات عديدة، تارة عن رسول الله (ص) واخرى عن الإمام الباقر (ع) وثالثة عن الإمام الكاظم (ع):

«حدّ يقام في الأرض أزكى فيها من مطر أربعين ليلة وأيّامها»

وفي بعضها:

«أفضل»

، وفي بعضها:

«أنفع»

[2].

2 وفي تفسير قوله تعالى: وَيُحْيىِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ..

.[3]

، عن أبي‌


[1]. لاحظ: وسائل الشيعة 14: 28، كتاب الحدود والتعزيرات، أبواب مقدّمات الحدود والتعزيرات، الباب 2، الحديث 1 3، 5.

[2]. وسائل الشيعة 12: 28، كتاب الحدود والتعزيرات، أبواب مقدّمات الحدود والتعزيرات، الباب 1، الحديث 2 4.

[3]. الروم( 30): 19 ..

اسم الکتاب : أنوار الفقاهة في شرح تحرير الوسيلة (كتاب الحدود) المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست