دلّت
الآية على نزول الأمر من اللَّه على رسوله بتبليغ إمامة عليّ بعده، ونصّ الآية
شاهد على نزولها في أمر الإمامة، لأنّ الآية نزلت في أواخر حياة الرسول في حجّة
الوداع، بعد أن كان رسول اللَّه قد أكمل تبليغ دين اللَّه وشرائعه ولم يبقَ من
واجبات الشريعة وأحكامها إلّا وقد بيّنه رسول اللَّه، ولم يبقَ إلّا أمر الإمامة
التي كان قد بلّغها سابقاً في مناسبات خاصّة لم يشهدها عامّة المسلمين، فنزل الأمر
الإلهي بوجوب تبليغ الإمامة على ملأ العامّة من المسلمين، ومن القرينة الواضحة على
نزولها بشأن الإمامة التأكيد الإلهي على أنه «إِنْ
لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ» ممّا يدلّ على أنّ أهمية هذا
الأمر الذي وجب تبليغه تعادل أهمية الرسالة بكاملها، لأنّ فيه ضماناً لتحقيق أهداف
الرسالة، ولولاها لما تحقّقت أهداف الرسالة وغاياتها ومن أهمّها إقرار العدل على
وجه البسيطة كلّها.