responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 244

ولكن القيادة الفكرية والعملية ليستا منفصلتين في الاسلام، بل يعبر التحامهما عن نظرة واقعية إلى الحياة تؤكد أن القيادة الفكرية لن تستطيع أن تبني وتوجه إلّاإذا امتلكت الزمام العملي وراقبت عملية تطبيق الاطروحة، كما تؤكد في نفس الوقت أن القيادة العملية ستمنى بأفدح الاخطاء إن لم تمتلك مؤهلات القيادة الفكرية.

هكذا كان التخطيط السماوي لسلوكه صلى الله عليه و آله و سلم قائداً فكريا وعمليا، وهكذا أيضاً كان التخطيط السماوي لمركز أهل البيت عليهم السلام المفروض في الأمة، ولذا كانت عملية تنصيب الامام علي عليه السلام في يوم الغدير العظيم تشكل حسب تعبير الآية الكريمة- اكمالًا للدين واتماماً للنعمة- وبداية للخط الطويل.

ومن هنا كان عطاء أهل البيت عطاءً فياضاً في الجوانب المختلفة علمياً واخلاقياً وتربوياً وغير ذلك مما حفظ للأمة بالمقدار الممكن وجودها.

الظرف غير المساعد:

ولكن المؤسف حقاً أن لا يمتلك الائمة حق قيادة الامة إلّافي فترات معينة، وبذلك تفقد الأمة امتداداً حسياً يواكب الامتداد النظري لحياته صلى الله عليه و آله و سلم.

ثم إن فترات القيادة العملية لم تكن فترات طبيعية إلّانادراً، مما لم يكن ليسمح بابراز كل معالم الاطروحة الاسلامية بشكل تام.

ويبدو هذا إذا لاحظنا الظروف التي حكم فيها الامام امير المؤمنين عليه السلام والامام الحسن عليه السلام، وكذلك الظروف التي رافقت تولي الامام الرضا عليه السلام لولاية العهد. وسيأتي ان شاء اللَّه الحديث عن الظرفين الاخيرين.

اما ظرفنا وهو ظرف الامام امير المؤمنين عليه السلام، فقد رأينا من قبل انه كان يتسم بثورة قوية للامة تحركها عوامل مختلفة ... مما يشكل عاملًا مساعداً على‌

اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست