responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 210

التزهيد بالدنيا:

وقد شاعت اقواله عليه السلام في التزهيد بالدنيا الدنية التي جعلت هدفاً من قبل البعض والتحرر من أسر الشهوات، والانتقال بنقطة الهدف إلى مجال اوسع بكثير من اطارها الضيق، ونفي الحرص وتركيز الرضا في قلب المؤمن.

فقد كتب إلى عبداللَّه بن عباس يقول:

«اما بعد فإن المرء قد يسره درك ما لم يكن ليفوته ويسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه، فليكن سرورك بما نلت من آخرتك، وليكن اسفك على‌ ما فاتك منها، وما نلت من دنياك فلا تكثر به فرحاً، وما فاتك منها فلا تأس عليه جزعاً، وليكن همك فيما بعد الموت»

وكان عبداللَّه يقول: «ما انتفعت بكلام بعد كلام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم كانتفاعي بهذا الكلام»[1].

وقد اشتهر عنه قوله عليه السلام‌

: «أخوف ما اخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل»

كل ذلك لتعالج به الحالة المالية المتردية عند الأغلب في حين يتكدس الذهب والفضة عند من استغلوا شيئاً من ماضيهم وقرابتهم بجمعه وحرمان الأمة منه.

المساومة الفاشلة:

«وبقدر ما كانت هذه السياسة مصدر فرح وجدل للطبقة المستضعفة الفقيرة الرازحة تحت اثقال من الظلم، كانت أيضاً صفعة لقريش ولغرورها وخيلائها واستعلائها على‌ الناس، فمن أين لها بعد اليوم ان تحوز الاموال العظيمة دون ان تنفرج شفتان لتقولا لها: من أين لك هذا؟ وكيف لها بعد اليوم ان تستعلي وتستبد، وتفرض على‌ الناس في ظل الإسلام سلطانها عليهم في الجاهلية»[2]؟


[1] - نهج البلاغة، كتاب، 22، ص 281.

[2] - ثورة الحسين عليه السلام ص 60.

اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست