مسؤوليته
العامة تلك، ولكي يستمد منها مقياسه العام لتمييز المسار الصحيح، وأخيراً ليستمد
نوعية الاطار الذي يجب ان يؤطر عملية تنفيذ مهام المسؤولية، ليخلص بالتالي إلى
نوعية التنفيذ فتستريح نفسه الوالهة وتطمئن روحه إلى النتيجة، فينذر لها وجوده
وحينذاك فهو الانسان الواعي الملتزم.
خطب
الامام تحدد مركز الانسان وتوضح هدفه:
ولقد
شكلت خطب الامام عليه السلام- كأصفى نفس انسانية تتبع الرسول الأكرم صلى الله عليه
و آله و سلم وأروع تجسيد لتعاليم القرآن الكريم- شكلت واسطة الهدى السماوي الذي
ارشد الطاقة الفكرية لدى الانسان نحو حياته المثلى التي اشرنا اليها.
فأول
ما يطالعنا في هذا البين هو تصنيف الامام للناس إلى ثلاثة اصناف، والتركيز على
صنف واحد هو الصنف المتحرك العامل بأقصى سرعة، الواعي لما يدور حوله والمتتبع
للطريقة الوسطى التي تضيء معالمها تعاليم الكتاب وآثار النبوة فلنسمعه عليه
السلام يقول من خطبة له:
«شغل
من الجنة والنار وأمامه. ساع سريع نجا، وطالب بطيء رجا ومقصر في النار هوى،
اليمين والشمال مضلة، والطريق الوسطى هي الجادة عليها باقي الكتاب وآثار النبوة،
ومنها منفذ السنة، واليها مصير العاقبة»[1]
«نظر
فأبصر وذكر فاستكثر وارتوى من عذب فرات سهلت له موارده، فشرب نهلا، وسلك سبيلا
جدداً، قد خلع سرابيل الشهوات، وتخلى من الهموم، الا هما واحداً انفرد به فخرج من
صفة العمى ومشاركة أهل الهوى، وصار من مفاتيح