responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 165

القائد المحنك .. أراد النبي حينها ان يمتحن صدق ذلك التيقظ والشعور و

«قال هل عسيتم ان كتب عليكم القتال ألّا تقاتلوا»

فأجابوا

«وما لنا ألّا نقاتل في سبيل اللَّه وقد اخرجنا من ديارنا وأبنائنا»

وحينذاك وفي حالة ارتفاع المقياس الحراري للحس الجهادي عين اللَّه لهم ذلك الملك اللائق والقائد الخبير ليقوم بوظائف الجهاد الخطيرة ... ولا نريد ان نسبق المراتب فنذكر بالتشابه الاجمالي بين هذا الموقف وموقف الامام أمير المؤمنين عليه السلام ونعين موارده وانما ننتظر حتى‌ يأتي دور الاشارة إلى‌ ذلك.

مع موقف الرسول الاكرم:

وقد كانت هذه سمة بارزة من سمات تعامل النبي صلى الله عليه و آله و سلم مع قومه سواء كان ذلك قبل البعثة الشريفة في سنيها الاولى‌ أو حين تسلم القيادة ومقارعة الظلام ..

اما قبل البعثة فلنا ان نشير الى‌ لحظات اشترك فيها صلى الله عليه و آله و سلم في نشاطات قومه بمجرد ان وجد فيهم ذلك الاستعداد الملائم، وذلك في مثل حلف الفضول الذي كان بعد ان شعرت قريش بعد حرب الفجار بأن ما اصابها انما هو من تفرق الكلمة وحرص كل فريق على‌ ان يكون صاحب الامر، فاجتمعت بنو هاشم وزهرة وتيم في دار عبداللَّه بن جدعان فصنع لهم طعاما فتعاقدوا وتعاهدوا باللَّه لنكونن مع المظلوم حتى‌ يؤدى إليه حقه ما بل بحر صوفة، فحضر صلى الله عليه و آله و سلم مشتركا في تشكيله وكان بعد ذلك يقول:

«ما احب ان لي بحلف حضرته في دار ابن جدعان حمر النعم ولو دعيت به لاجبت».

انها لحظة صحو للمجتمع المشرك يستغلها صلى الله عليه و آله و سلم ليسرع في انتاجها الخير.

وهكذا نتتبع خطواته في مطلع الرسالة، التي يستغل فيها صلى الله عليه و آله و سلم كل فترة صحو فردية أو اجتماعية ليعمل بكل قوة في سبيل استنفاد اقصى‌ طاقة ممكنة فيها

اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست