لا
شكّ في أنّ كل جملة تدلّ على حصر حكم بموضوع تدلّ على المفهوم، لأنّ الحصر يستبطن
انتفاء الحكم المحصور عن غير الموضوع المحصور به، و الحصر بنفسه قرينة على أنّ
المحصور طبيعي الحكم لا حكم ذلك الموضوع بالخصوص، إذ لا معنى لحصره حينئذ، لأنّ
حكم الموضوع الخاص مختصّ بموضوعه دائما؛ و ما دام المحصور هو الطبيعي فمقتضى ذلك
ثبوت المفهوم[2].
و
من جملة أدواته كلمة «إنّما»، فإنّها تدلّ على الحصر و الاختصاص، و ذلك لتصريح أهل
اللغة بذلك، و تبادره منها قطعا عند أهل العرف و المحاورة[3].
و
منها كلمة «بل» الاضرابيّة:
قال
المحقّق الخراساني قدس سرّه: و التحقيق أنّ الإضراب على أنحاء:
1-
ما كان لأجل أنّ المضرب عنه إنّما أتى به غفلة أو سبقه به لسانه فيضرب بها عنه إلى
ما قصد بيانه؛ فلا دلالة له على الحصر أصلا، فكأنّه أتى بالمضرب إليه
[1] - راجع نهاية الأفكار 1، 2: 502، و فوائد الاصول 1،
2: 505، و المحاضرات 5: 140، و دروس في علم الاصول 2: 125.