اسم الکتاب : فقه المقاومة، دراسة فقهية مقارنة المؤلف : الآصفي، محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 78
يقول
الزمخشري في تفسير هذه الآية: (أركنه إذا أماله، والنهي يتناول الانحطاط في هواهم،
والانقطاع إليهم، ومصاحبتهم، ومجالستهم، وزيارتهم، ومداهنتهم، والرضا بأعمالهم،
والتشبه بهم، والتزيي بزيهم، ومدّ العين إلى زهوتهم، وذكرهم بما فيه تعظيم لهم.
وحكي أن الموفق صلى خلف الإمام فقرأ بهذه الآية: وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا
فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ فغشي عليه،
فلما أفاق، قيل له: هذا فيمن ركن إلى مَن ظلم، فكيف بالظالم)[1].
ويقول
القرطبي في تفسير الآية: وَ لا تَرْكَنُوا: الركون
حقيقةً الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به، قال قتادة: معناه: لا
تودوهم ولا تطيعوهم. ابن جريح: لا تميلوا إليهم. أبو العالية: لا ترضوا أعمالهم.
وكله متقارب. وقال ابن زيد: الركون هو الإدهان (المصانعة).
ويقول
في تفسير الَّذِينَ ظَلَمُوا قيل: أهل الشرك وقيل عامّة (الذين
ظلموا) وفيهم وفي العصاة، على نحو قوله تعالى: وَ
إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا[2]
وقد تقدم، وهذا هو الصحيح في معنى الآية وأنها دالة على هجران أهل الكفر والمعاصي
من أهل البدع وغيرهم[3].
وقال
ابن كثير في تفسيره: في تفسير قوله تعالى: وَ لا تَرْكَنُوا