responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 89

وقال المسعودي: تواردت أحجار المجانيق والعرّادات على البيت ملفوفة بخرق الكتان مغمّسة بالنفط مشعلة بالنار، فاحترقت البنية وانهدمت الكعبة وذلك يوم السبت لثلاث خلون من شهر ربيع الأوّل من السنة المذكورة، ووقعت صاعقة فأحرقت من أصحاب المجانيق أحد عشر رجلًا، وقيل أكثر من ذلك‌[1].

وحاول الواقدي أن ينسب الحريق إلى إيقاد النار من قبل الزبيريين أنفسهم‌[2].

هلاك يزيد وتبدّد الجنود

كان ابن الزبير قبل حريق البيت العتيق يجلس بأصحابه في فسطاطه، واحترق فسطاط بلاطه مع احتراق المطاف، فأخذوا يجلسون في ناحية حجر إسماعيل يحتمون بالبيت أو بما بقي منه، وكان الشاميّون لا يتركون أن يرموهم بالنبال، ووقعت نبلة بين يدي الزبير فأخذوها ووجدوها مكتوبة كذا: مات يزيد بن معاوية يوم الخميس لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأوّل.

فلما قرأها ابن الزبير قام يناديهم: يا أهل الشام! يا مستحلّي حرم اللّه! يا محرقي بيت اللّه! علام تقاتلون وقد مات طاغيتكم يزيد بن معاوية[3]؟!

ووافق هذا الخبر سائر الأخبار في سبق خبر موت يزيد إلى ابن الزبير دون ابن النمير بلا ذكر كيفيّة وصوله إليه، وإنّما جاء في خبر عوانة: أنّه أخذ يناديهم:


[1] . مروج الذهب 71: 3، 72 وقال وليزيد مثالب كثيرة: من شرب الخمر والفسق والفجور وسفك الدماء، وهدم البيت وإحراقه، ولعن الوصي، وقتل ابن بنت الرسول، وغير ذلك ممّا قد ورد فيه الوعيد باليأس من غفرانه، كوروده فيمن جحد توحيده وخالف رسله. والنفط كما سيأتي إنّما هو من الحجاج نقلًا من البصرة وليس من الحصين نقلًا من الشام أو المدينة.

[2] . انظر خبره في الطبري 498: 5 وقارن بما قبله من خبر الكلبي عن عوانة. وانظر نحو ذلك في الإمامة والسياسة 14: 2.

[3] . الإمامة والسياسة 14: 2- 15.

اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست