عرفنا
تساهل النعمان بن بشير الأنصاري في التشديد على «شيعة» الحسين (ع) في الكوفة،
فعزله يزيد بابن زياد، فعاد النعمان إلى أحضان حفيد أبي سفيان يزيد، فكأنّما اليوم
أراد تأنيبه على ذلك فدعاه، فلمّا جاء قال له: كيف رأيت ما فعل عبيد اللّه بن
زياد؟ فقال: الحرب دول! وكأنّه يريد أنَّ الأمر لم يكن مضموناً لهم. فقال يزيد:
الحمد للّه الذي قتله! فأراد النعمان أن يبرّر تساهله فقال: قد كان أمير المؤمنين
(معاوية!) يكره قتله!
فقال
يزيد: ذلك قبل أن يخرج! ولوخرج على أمير المؤمنين (معاوية!) لقتله- واللّه- إن قدر
عليه! فقال النعمان: ما كنت أدري ما كان يصنع[4]!
[1] . مناقب آل أبي طالب 182: 4. والطبري في ذيل
المذيّل: 630، عن الطبقات لابن سعد 218: 5.
[4] . ثمّ خرج النعمان، فقال يزيد لمن حضره: هوكما
ترونه منقطع إلينا وقد ولّاه أمير المؤمنين! ورفعه، ولكنّ أبي كان يقول: لم أعرف
أنصارياً قطً إلا يحبّ عليّاً وأهله ويبغض قريشاً بأسرها! مقتل الخوارزمي 59: 2 عن
ابن سعد عن الواقدي بسنده.