responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 302

ولمّا بدأ بهدم الحجرات (وفيها حجرة عائشة) قام خبيب بن عبد اللّه بن الزبير (حفيد أختها أسماء) فقال: نشدتك اللّه يا عمر أن تذهب بآية من كتاب اللّه يقول: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ‌[1]. فأمر عمر به فضرب مائة سوط ثمّ نضح عليه بالماء البارد، وكان الفصل باردا، فمات!

ثمّ هدم الحجرات والمنازل التي حول المسجد وأدخلها فيه وفرغ من بنائه في سنة (90 ه-)، فحجّ الوليد سنة (91 ه-) لينظر إلى المسجد وما اصلح منه، فلمّا قرب من المدينة جمع عمر أشرافها وخرج فتلقّاه بهم، وأخرج من المسجد كلّ‌

من كان فيه إلا سعيد بن المسيّب. فدخل الوليد وجعل يطوف وسعيد بن المسيب جالس، فقال الوليد لعمر: أحسب أن هذا سعيد بن المسيّب؟ قال عمر: نعم، وقد ضعف بصره، كأنّه يعتذر له منه، فجاء الوليد حتّى وقف عليه بلا سلام وقال له: كيف أنت أيّها الشيخ؟ فعرفه وقال: يا أمير المؤمنين نحن بخير وكيف أنت؟ وانصرف الوليد وهويقول: هذا بقيّة الناس! ثمّ قسم بين أهل المدينة قسما كثيرة.

فلمّا كان يوم الجمعة صفّ الجند في المسجد صفّين وخرج الوليد في درّاعة وقلنسوة بلا عمامة ولا رداء فصعد المنبر وقعد عليه وخطب قاعدا! وتوعّد أهل المدينة فقال لهم: إنّكم أهل الخلاف والمعصية!

وكان قد جعل على مكّة خالد بن عبد اللّه القسري، وكان قد بعث إليه بثلاثين ألف دينار فضربت كصفائح على الأساطين داخل الكعبة وعلى الميزاب والأركان والباب، فكان أوّل من فعل ذلك. وصار إلى مكّة ففيها أيضاً خطب خطبة بتراء فيها الوعيد والتهديد! وفي عرفات نصب موائد وأطعم الناس‌[2].


[1] . الحجرات: 4.

[2] . تاريخ اليعقوبي 284: 2- 285.

اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 302
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست