يا أهل
العراق! هل شغب شاغب أو نعب ناعب أو دبى كاذب إلا كنتم أنصاره وأشياعه؟!
يا
أهل العراق! لم تنفعكم التجارب وتحفظكم المواعظ وتعظكم الوقائع، فهل يقع في صدوركم
ما أوقع اللّه بكم عند مصادر الامور ومواردها؟! ثمّ التفت إلى الشاميّين الحاضرين
وقال لهم:
يا
أهل الشام! أنتم العدّة والعدّة! والجنّة في الحرب، إن نحارب حاربتم أو نجانب
جانبتم! وأنا لكم كالظليم الرامح (المدافع) عن فراخه ينفي عنهنّ القذى ويكنفهنّ من
المطر ويحفظهنّ من الذئاب ويحميهنّ من سائر الدوابّ! فلا يخلص معه إليهنّ قذى ولا
يمسهنّ أذى ولا يفضي إليهنّ ردى! وما أنتم وأهل العراق إلا كما قال نابغة بني
جعدة: و ان تداعيهم حظهم ولم ترزقوه ولم نكذب كقول اليهود: قتلنا المسيحولم يقتلوه
و لميصلب
احتجاج الحجّاج على عبد الملك:
قال
المسعودي: ولمّا أسرف الحجّاج في قتل أسارى «دير الجماجم» (أربعة أو خمسة آلاف)
وفي بذل الأموال لرجال القتال، بلغ ذلك عبد الملك، فكتب إليه: أمّا بعد، فقد بلغ
أمير المؤمنين سرفك في الدماء وتبذيرك في الأموال، ولا يحتمل أمير المؤمنين هاتين
الخصلتين لأحد من الناس! فحكم عليك في الدماء في العمد القود وفي الخطأ الدية! وفي
الأموال العمل فيها برأيه![1]
فإنمّا
أمير المؤمنين أمين اللّه! وسيّان عنده منع حقّ وإعطاء باطل ... وظنّ
[1] . محمدهادى اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ
الاسلامي 490: 6.