responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 257

وقال اليعقوبي: فجعلت الصواعق تأخذهم والحجّاج يقول لجنده من أهل الشام: يا أهل الشام! لا تهولنّكم هذه الصواعق فإنّما هي من تهامة! فلم يزل يرميه بالمنجنيق حتّى هدم الكعبة! وكان ابن الزبير شديد البخل فكان يجرى لجنده نصف صاع من تمر! فرأى فيهم تثاقلا فقال لهم: أكلتم تمري وعصيتم أمري‌[1]! فذهب مثلًا جارياً.

وكان ابن الزبير قد منع الحجّاج وجمعه أن يطوفوا بالبيت معتمرين، وجاء الحجّ فوقف الحجّاج بالناس بعرفة محرماً في درع ومغفر! كما لم يخرج ابن الزبير إلى عرفة بسبب الحجّاج حتّى أنّه نحر بمكّة. واستمر حصاره وحربه (سبعه أشهر إلى شهر جمادى الآخرة)[2].

وكان أخوه عروة بن الزبير مع عبد الملك فخرج إليه، وكان عبد الملك قد كتب إلى الحجّاج يأمره بتعاهد عروة وألا يسوؤه في نفسه وماله! وكان مع الحَجّاج عمرو بن عثمان بن عفّان وخالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد فدعاهم الحَجّاج وعرض عليهم أمان عبد الملك لابن الزبير على ما أحدث ومن معه، وأن ينزل أيّ بلاد شاء. فرجع عروة إلى أخيه وقال له: هذا عمرو بن عثمان وخالد بن عبد اللّه يعطيانك أمان عبد الملك على ما أحدثت ومن معك، وأن تنزل أيّ بلاد شئت، لك بذلك عهد اللّه وميثاقه! فأبت أمّه أسماء بنت أبي بكر وكان لها مائة سنة فهي عمياء، وقالت له: أي بني إيّاك أن تعطي بيدك أوتؤسر! مت كريماً ولا تقبل خطّة تخاف على نفسك منها مخافة القتل. فأبى ابن الزبير[3].

وقال ابن قتيبة: جمع القرشيّين وقال لهم: ما ترون؟ فقال رجل من بني مخزوم: واللّه لقد قاتلنا معك حتّى ما نجد مقاتلا ... وإنمّا هي إحدى خصلتين:


[1] . تاريخ اليعقوبي 266: 2.

[2] . تاريخ ابن الوردي 169: 1.

[3] . مروج الذهب 113: 3.

اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست