responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 192

والتزم هو بالخيل والرجال، واقتتلنا قتالًا شديدا فتطاردت الخيلان في أوّل النهار ثمّ انصرفوا لصلاة الزوال، ثمّ خرجوا فهزم الكوفيّون الشاميّين هزيمة قبيحة وقتلوا منهم قتلًا ذريعاً. ونزل ابن حملة الخثعمي ينادي أصحابه، فحمل عليه رجل من خثعم الكوفة فقتله، وحووا معسكرهم وما فيه، وأسروا منهم ثلاثمائة أسير، أتوا بهم إلى يزيد الأسدي وهو في مقدّمات السكرات، فأخذ يؤمي بقتلهم فقتلوهم كلّهم، ثمّ ما أمسى حتّى مات، فصلّى عليه ورقاء الأسدي ودفنه.

ثمّ إنّ ورقاء الأسدي دعا رؤوس الأرباع وفرسان أصحابه فقال لهم: يا هؤلاء! إنّما أنا رجل منكم ولست بأفضلكم رأيا، فأشيروا عليّ؛ فإنّ ابن زياد قد جاءكم في جند أهل الشام الأعظم! إنّه قد بلغني أنّه قد أقبل إلينا في ثمانين ألفاً من أهل الشام، وبجلّتهم وفرسانهم وأشرافهم، ولا أرى لنا ولكم بهم طاقة على هذه الحال، وقد مات أميرنا يزيد بن أنس وتفرّقت عنا طائفة منّا! فلو انصرفنا اليوم من تلقاء أنفسنا قبل أن نلقاهم وقبل أن نبلغهم، فيعلموا أنّا إنّما ردّنا عنهم هلاك صاحبنا فلا يزالوا لنا هائبين ... وإنّا إن لقيناهم اليوم كنّا مخاطرين، فإن هزمنا اليوم لم تكن تنفعنا هزيمتنا إيّاهم قبل اليوم! فقالوا: نٍعْمَ ما رأيت، انصرف رحمك اللّه، فقرّر الانصراف بهم، وانصرفوا.

وترامت الأخبار بانصرافهم إلى إسحاق بن مسعود عامل المختار على المدائن وجوخى، وكان له عين من أنباط السواد فأرسله بخبرهم إلى المختار، فدعا المختار إبراهيم بن الأشتر وعقد له على سبعة آلاف رجل وقال له: سر حتّى تلقى جيش ابن أنس الأسدي فارددهم معك حتّى تلقى عدوّك فتناجزهم القتال‌[1] فأخذ إبراهيم يتجهّز لذلك، في أواخر سنة ستّ وستين.


[1] . تاريخ الطبري 42: 6- 43 عن أبي مخنف.

اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست