responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 183

وأفلت هؤلاء حتّى قدموا على المختار فدفعوا إليه الكتاب، وحيث أضمر الكتاب السابق ولم يبده لأصحابه أظهر هذا وقرأه عليهم مجتمعين وقال:

هذا كتاب «مهديّكم وصريح أهل بيت نبيّكم» وقد تركوا محضوراً عليهم كما يحظر على الغنم! ينتظرون القتل والتحريق بالنار في آناء الليل وتارات النهار! ولست أبا إسحاق إن لم أنصرهم نصراً مؤزّراً، وإن لم أسرّب إليهم الخيل في إثر الخيل كالسيل يتلوه السيل، حتّى يحلّ بابن الكاهليّة الويل! وإذن فقد ناصبه العداء علناً وجهاراً.

ثمّ كتب إلى ابن الحنفية بتوجيه الجنود إليه، وأرسله مع الطفيل بن عامر ومحمّد بن قيس.

ثمّ وجّه أبا عبد اللّه الجدلي في سبعين راكباً من أهل القوّة، ثمّ ألحقه عمير بن طارق في أربعين راكباً، ثمّ يونس بن عمران في أربعين راكبا، ثمّ وجّه ظبيان ابن عمارة التميمي ومعه أربعمائة! ثمّ أبا المعتمر في مائة، ثمّ هاني بن قيس في مائة. فمضى الجدلي حتّى نزل ذات عرق، ثمّ لحقه عمير بن طارق في أربعين، ويونس بن عمران في أربعين فتمّوا مائة وخمسين، فسار بهم حتّى دخلوا المسجد الحرام وهم يحملون «الكافر كوبات»[1] وينادون: «يالثارات الحسين» حتّى انتهوا إلى زمزم.

هذا، وقد بقي من أجَلهم يومان وقد أعدّوا عليهم الحطب ليحرقوهم! فطردوا الحرس وكسروا أعواد زمزم ليخرجوهم، فقال ابن الزبير: أتحسبون أنّي مخلّ سبيلهم دون أن يبايع ويبايعوا! فأجابه الجدلي: إي وربّ الركن والمقام وربّ الحلّ والحرام لتخلينّ سبيله أو لنجالدنّك بأسيافنا جِلادا يرتاب منه‌


[1] . كلمة مركّبة من العربية: الكافر، والفارسية: كوب: أي آلة ضرب الكفّار( المگوار).

اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست