كان
ابن الحنفية قد كتب قبل هذا إلى ابن الأشتر، باسمه واسم أبيه: محمّد بن عليّ (ع)،
وكأن المختار كان قد عرف ذلك وعلم أنّه لو يواجه بكتاب منه إلى ابن الأشتر بدعوته
ليكون مع المختار لأجاب، فكتب له كتاباً جاء فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، من
محمّد «المهدي» إلى إبراهيم بن مالك الأشتر، سلام عليك، فإنّي أحمد إليك اللّه
الذي لا إله إلا هو. أمّا بعد؛ فإنّي قد بعثت إليكم بوزيري وأميني، ونجيبي الذي
ارتضيته لنفسي، وقد أمرته بقتال عدوي والطلب بدماء أهل بيتي، فانهض معه بنفسك
وعشيرتك ومن أطاعك؛ فإنّك إن نصرتني وأجبت دعوتي وساعدت وزيري، كانت لك بذلك أعنّة
الخيل، وكلّ مصر ومنبر وثغر ظهرت عليه فما بين الكوفة إلى أقصى بلاد الشام، وعليّ
الوفاء بذلك على عهد اللّه! فإن فعلت ذلك نلت به عند اللّه أفضل الكرامة! وكانت لك
عندي بذلك فضيلة.
وإن
أبيت هلكت! هلاكاً لا تستقيله أبدا! والسلام عليك!
وبعد
ثلاثة أيّام (من الدعوة السابقة) دعا المختار بضعة عشر رجلًا من وجوه أصحابه ليلا
وأخبرهم بأمره، وفيهم شراحيل بن عبد الشعبي وابنه عامر وإليه دفع
[1] . تاريخ الطبري 15: 6- 16 عن أبي مخنف عن الشعبي
الهمداني.