قرقيسياء
القديمة تسمّى اليوم البصيرة في سورية عند مصبّ نهر الخابور على الفرات، وكان عامل
الأمويّين عليها زفر بن الحارث الكلابي وله أبناء كبار.
ومرّ
الخبر أنّه كان مع سعيد بن العاص الأشدق في التفرّق بعد موت معاوية بن يزيد وقتل
في معركة راهط أبناؤه وفرّ بمن تبقّى معه إلى قرقيسياء فتحصّن فيها.
ووجّه
مروان ابن زياد إلى العراق قائلا: إن غلبت على العراق فأنت أميرها[1]
وكأنّه فتح عليه باب التجنيد من الشام فاستخدم ستّة من الأمراء: الحصين بن نمير
السكوني، وشرحبيل بن ذي الكلاع، وأدهم بن محرز الباهلي، وأبا مالك بن أدهم، وربيعة
بن مخارق الغنوي، وجبلة بن عبد اللّه الخثعمي، وبلغ خبرهم إلى زفر بن الحارث
الكلابي في قرقيسياء: أنّهم فارقوا الرّقة إلى العراق في حدّ حديد وعدد كثير من
مثل الشوك والشجر[2]! وكأنّه
لم تبلغه أخبار الثوّار التوّابين فتحصّن منهم وهم بحاجة إلى الزّاد.
وزفر
من كندة وهي من مضر ومنها فزارة ومنهم المسيّب، فدعاه سليمان وقال له: إلق ابن
عمّك هذا فقل له: إنّا لسنا إيّاه نريد وإنّما صمدنا لهؤلاء المحلّين! فليُخرج لنا
سوقاً.
فخرج
المسيّب حتّى انتهى إلى باب قرقيسياء فناداهم: افتحوا، ممّن تتحصّنون؟ وعرّف نفسه.