قبر الحسين،
ثمّ انصرفوا عنه ولزموا الطريق، فعاد هؤلاء المشايعون إلى أحيائهم بالكوفة[1]،
وكأنّهم عنوا زيارة قبر الحسين (ع) ثمّ عادوا.
كتاب الأمير الخطميّ وجواب الخزاعيّ
وسار
سليمان الخزاعي من كربلاء فأخذ على الحصّاصة إلى الأنبار، ثمّ الصّدود، ثمّ
القيّارة. وبدا للأمير الزبيري على الكوفة عبد اللّه بن يزيد الأنصاري الخطمي أن
يكتب إلى سليمان فيردّهم إلى اجتماع كلمتهم، فدعا بالمحلّ الطائي وبعثه بكتابه
فلحقهم بمنزل القيّارة، فتقدّم سليمان أصحابه حتّى سبقهم ثمّ وقف وأشار إلى الناس
فوقفوا له، ليقرأ عليهم كتاب الوالي، فإذا فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، من عبد
اللّه بن يزيد إلى سليمان بن صرد ومن معه من المسلمين، سلام عليكم، أمّا بعد، فإنّ
كتابي هذا إليكم كتاب ناصح .. إنّه بلغني أنّكم تريدون المسير بالعدد اليسير إلى
الجمع الكثير؛ وإنّه من يرد أن ينقل الجبال عن مراتبها تكلّ معاوله، وينزع وهو
مذموم العقل والفعل! يا قومنا لا تطمعوا عدوّكم في أهل بلادكم، فإنّكم خيار كلّكم،
ومتى ما يصبكم عدوّكم ويعلم أنّكم أعلام مصركم يطمعهم ذلك فيمن وراءكم، يا قومنا
إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي
مِلَّتِهِمْ وَ لَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً[2].
يا
قوم! إنّ أيدينا وأيديكم اليوم واحدة، وإنّ عدوّنا وعدوّكم واحد، ومتى تجتمع
كلمتنا نظهر على عدوّنا، ومتى تختلف تهن شوكتنا على من خالفنا! يا