responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 126

ليس للدنيا خرجنا، فلا ننتظر

وقام المسيّب الفزاري إلى سليمان وقال له: رحمك اللّه، إنّه لا ينفعك الكاره، ولا يقاتل معك إلا من أخرجَتْه النيّة (الصادقة) فلا تنتظرنّ أحدا وأسرع في أمرك.

فقام سليمان في الناس متوكِّئاً على قوسه العربيّة وقال لهم: أيّها الناس؛ من كان إنّما أخرجَتْه إرادة وجه اللّه وثواب الآخرة فذلك «منّا ونحن منه» ورحمة اللّه عليه حيّا وميّتا! ومن كان إنّما يريد الدنيا وحرثها فواللّه ما نأتي فيئاً نستفيئه، ولا غنيمة نغنمها إلا رضوان اللّه ربّ العالمين، وما معنا من ذهب ولا فضة ولا خزّ ولا حرير، ما هي إلا سيوفنا في عواتقنا ورماحنا في أكفّنا، وزاد قدر البُلْغة إلى لقاء عدوّنا، فمن كان ينوي غير هذا فلا يصحبنا!

فقام للكلام صخير بن حذيفة المزني فقال: آتاك اللّه رشدك ولقّاك حجّتك؛ واللّه الذي لا إله غيره ما لنا خير في صُحبة مَن الدنيا نيّتُه وحمّتُه! ثمّ التفت إلى الناس وقال لهم: أيّها الناس، إنّما أخرجتنا «التوبة» من «ذنبنا» والطلب بدمٍ من نبيّنا (ص)، ليس معنا دينار ولا درهم، وإنّما نُقْدِم على حدّ السيوف وأطراف الرماح! وسكت.

فتنادى الناس من كلّ جانب: إنّا لا نطلب الدنيا وليس لها خرجنا[1]!


[1] . تاريخ الطبري 584: 5- 585 عن أبي مخنف.

اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست