responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 108

مؤتمر امراء التوّابين الخمسة

فلمّا اجتمعوا بدأ الكلام المسيّب بن نجبة: فحمد اللّه وأثنى عليه، وصلّى على نبيّه (وآله) ثمّ قال:

«أمّا بعد، فإنّا قد ابتلينا بطول العمر والتعرّض لأنواع الفتن، فنرغب إلى ربّنا ألا يجعلنا ممّن يقول لهم غدا: أَ وَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ[1] وقد قال أمير المؤمنين (علي (ع)): «العمر الذي أعذر اللّه فيه إلى ابن آدم (أي قطع به عذره): ستّون سنة» وليس فينا رجل إلا وقد بلغه.

وقد كنّا مغرمين بتزكية أنفسنا وتقريظ «شيعتنا» حتّى بلا اللّه أخبارنا فوجدنا كاذبين في مَوطنَين من مواطن ابنَي ابنة نبيّنا صلّى اللّه عليه (وآله) وسلّم‌[2].

وقد بلغتنا قبل ذلك كتبه وقدمت علينا رسله، وأعذر إلينا (قطع عذرنا) يسألنا نصره، عوداً وبدءاً وعلانية وسرّاً! فبخلنا عنه بأنفسنا حتّى قتل إلى جانبنا، لا نحن نصرناه بأيدينا ولا جادلنا عنه بألسنتنا، ولا قوّيناه بأموالنا ولا طلبنا له النصرة من عشائرنا! فما عذرنا إلى ربّنا وعند لقاء نبيّنا (ص) وقد قتل فينا ولده وحبيبه وذريّته‌

ونسله! لا واللّه لا عذر! دون أن تقتلوا قاتله والمؤلّبين عليه أو تُقتلوا في طلب ذلك، فعسى ربّنا أن يرضى عنّا عند ذلك، وما أنا بعد لقائه بآمن من عقوبته!

أيّها القوم! ولُّوا عليكم رجلًا منكم فإنّه لا بدّ لكم من أمير تفزعون إليه وراية تحفّون بها. أقول قولي هذا وأستغفر اللّه لي ولكم». ومن دون اقتراح لأمير خاصّ.

ثمّ بادر رفاعة بن شدّاد البجلي فحمد اللّه وأثنى عليه وصلّى على النبيّ (ص) ثمّ قال:

أمّا بعد، فإنّ اللّه قد هداك لأصوب القول، ودعوت إلى أرشد الأمور:


[1] . فاطر: 37.

[2] يعني موقفهم مع الحسن( ع) ثمّ موقفهم من الحسين( ع).

اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست