responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرتنا و سنتنا المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 299

- 16- مأتم في مجمع من الصحابة

أخرج الحافظ أبو القاسم الطبراني في (المعجم الكبير) قال: حدّثنا الحسن بن العبّاس الرازي، نا سليم بن منصور بن عمار، نا أبي.

ح‌ وحدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي، ثنا عمرو بن بكر بن بكّار القعنبي، ثنا مجاشع بن عمرو قالا: ثنا عبد الله بن لهيعة عن أبي قبيل، حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص أنّ معاذ بن جبل أخبره قال: خرج علينا رسول الله (صلّى الله عليه [وآله‌] وسلم) متغيّر اللون فقال: أنا محمّد، أوتيت فواتح الكلام وخواتمه، فأطيعوني مادمت بين أظهركم، فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله عزّ وجلّ أحلّوا، حلاله، وحرّموا حرامه، أتتكم الموتة، أتتكم بالروح والراحة، كتاب الله من الله سبق، أتتكم فتن كقطع الليل المظلم، كُلّما ذهب رسل جاء رسل، تناسخت النبوة فصارت ملكاً، رحم الله من أخذها بحقها، وخرج منها كما دخلها.

أمسك يا معاد واحص، قال: فلمّا بلغت خمسة قال: يزيد لا يبارك الله في يزيد، ثُمّ ذرفت عيناه، ثُمّ قال: نعي إلي حسين، وأتيت بتربته، وأخبرت بقاتله، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعوه إلّا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم، وسلك عليهم شرارهم وألبسهم شيعاً.

ثُمّ قال: واهاً لفراخ آل محمّد- صَلّى الله عَلَيْهِ [وَآلِهِ‌] وَسَلّم- من خليفة مستخلف مترف، يقتل خلفي وخلف الخلف، الحديث‌[1].


[1] - المعجم الكبير للطبراني 3: 120 ح 3861 و 20: 38 ح 56، كنز العمال 11: 243 ح 31061 مجمع الزوائد 9: 304 وقال: رواه الطبراني وفيه مجاشع بن عمر وهو كذاب وستعرف عمّا قليل أنّ هذا من طامات الهيثمي الكبرى حيث إنّ الحديث ورد بسندين أحدها ليس فيه من ذكر، فأوهم القارئ بأن الحديث له سند واحد، وراويه كذاب.

مقتل الحسين للخوارزمي 1: 235، بشارة المصطفى: 312، الفايق في غريب الحديث للزمخشري 2: 329، مادة( عترف)، النهاية في غريب الحديث 3: 178، مادة( عترف)، لسان العرب 9: 232، مادة( عترف)، تاج العروس 12: 368، مادة( عترف).

وأمّا صاحب مجمع الزوائد فقد حكم على إسناد الطبراني بأنّ فيه مجاشع بن عمرو، وهو كذاب! مع إنا إذا رجعنا وجدنا أنّ الطبراني نقل الحديث بسندين أحد الإسنادين صحيح ليس فيه مجاشع بن عمرو، والآخر فيه مجاشع بن عمرو، فعلى تسليم كذب مجاشع بن عمرو فلماذا أغفل السند الآخر للحديث ولم يشر إليه من قريب ولا بعيد؟!

فإن لم يكن ذلك غفلة فهو تدليس على القارئ قبيح إن صدر من راوٍ أقيمت عليه الدنيا، فما بالك إذا صدرت من محّدث مثل الهيثمي الذي تلمذ على يده ابن حجر العسقلاني صاحب( الفتح).

وإذا صدر أقل من ذلك خطأً من غيرهم تراهم يشنعون عليه، ويوصمونه بشتى التهم، ويطلقون عليه أقبح الألفاظ، ومثال ذلك بين يدي القارئ وهو الشيخ محمّد ناصر الدين الألباني، بخاري العصر كما يصفونه، يستخدم أقبح الألفاظ وأشنع الأوصاف في حقّ مخالفيه من غير مذهبه إذا رأى منهم هفوة، بينما لا نراهم يطلقون ذلك في حقّ أنفسهم أو علمائهم إذا صدر منهم ما هو واضح الفساد والبطلان، بل يحاولون تبرير ذلك له بمبررات أقل ما يقال عنها أنّها تشبه سمر الليالي وقصص الخيال.

اسم الکتاب : سيرتنا و سنتنا المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست