حتّى توفّاه اللّه الى مستقرّ رحمته.

و من بين تلك الطليعة الّتي ساهمت فى بناء صرح الحضارة الإسلاميّة برز سبط ابن الجوزي؛ و هو من كبار علماء أهل السنّة، برز بقلمه و بوعظه و بجهاده، و وقف كالجبل الراسخ أمام حالات التمييع و الانهزام النفسي في داخل الامّة، و أمام الأخطار المحدقة بها من الخارج و خاصّة الحروب الصليبية، مؤدّيا النصح للامّة و ولاتها، و راسما طرق الهداية و الفلاح، و ما هذا الكتاب الّذي ألّفه في سيرة أهل البيت عليهم السّلام إلّا كنموذج واضح عملي على أنّه أصاب الهدف؛ و عرف أنّ نجاة الامّة و حفظ وحدتها و عزّتها تكمن في الالتفاف حول القرآن العظيم و النبي الكريم و أهل بيته الطاهرين.

و المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السّلام و إسهاما له في بناء مستقبل أفضل للامّة الإسلاميّة لا زال يهتمّ بكلّ ما يخدم وحدة الامّة و كيانها، و يشكر اللّه تعالى على توفيقه- ضمن اصداراته الكثيرة القيّمة- لطبع مثل هذا الكتاب و نشره، و يبارك لفضيلة المحقّق الاستاذ الشيخ حسين تقي زاده لما بذله من جهود في إخراج هذا الكتاب بصورة لائقة من نقد و تمحيص، و تحقيق و تخريج، و تنظيم فهارس وافية للكتاب، و مقدّمة شاملة كاملة عن المؤلّف و الكتاب، و عرض دقيق على تسع نسخ خطّية للكتاب، كما و يشكر المجمع كافّة العاملين في المجمع الّذين واكبوا هذا التحقيق و الكتاب حتّى صدر بهذا الشكل الأنيق، و كلّنا أمل أن يعزّ اللّه الامّة و يوحّد كلمتها و يوفّقها لما فيه رضاه، و الحمد للّه ربّ العالمين.

المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السّلام المعاونية الثقافية- قم المقدسة