responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة المؤلف : سبط ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 506

فلمّا خلق آدم، أبان‌[1] للملائكة فضله، و أراهم ما خصّه به من سابق العلم، فجعله محرابا و قبلة لهم، فسجدوا له و عرفوا حقّه.

ثمّ إنّ اللّه تعالى بيّن لآدم عليه السّلام حقيقة ذلك النّور، و مكنون ذلك السّرّ، فلمّا حانت أيّامه أودعه شيثا، و لم يزل ينتقل من الأصلاب الفاخرة إلى الأرحام الطّاهرة[2]، إلى أن وصل إلى عبد المطّلب، ثمّ إلى عبد اللّه، ثمّ إلى نبيّه صلى اللّه عليه و سلم‌[3]، فدعا النّاس ظاهرا و باطنا، و ندبهم سرّا و علانية، و استدعى الفهوم إلى القيام بحقوق ذلك السّرّ اللّطيف، و ندب العقول إلى الإجابة لذلك المعنى المودع في الذّرّ قبل النّسل، فمن وافقه قبس من لمحات ذلك النّور؛ و اهتدى إلى السّرّ؛ و انتهى إلى العهد المودع في باطن الأمر و غامض العلم، و من غمرته الغفلة و شغلته المحنة؛ استحقّ البعد[4].

ثمّ لم يزل ذلك النّور ينتقل فينا [أهل البيت‌] و يتشعشع في غرائزنا، [إلى أن يبلغ الكتاب أجله‌]، فنحن أنوار الأرض و السّماوات؛ [و محض خالص الموجودات‌][5]؛ و سفن النّجاة، و فينا مكنون العلم، و إلينا مصير الأمور، و بمهدّينا تنقطع الحجج‌[6]، فهو خاتم الأئمّة[7]، و منقذ الأمّة، و منتهى النّور، و غامض السّرّ، فليهنأ من استمسك بعروتنا؛ و حشر على محبّتنا»[8].


[1] - خ: ثمّ خلق‌[ ج و ش: اللّه‌] آدم و أبان ...

[2] - خ: فأودعه شيثا عليه السّلام، و أوصاه به، و أعلمه أنّه السرّ في المخلوقات، ثمّ لم يزل ينتقل من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكيّة.

[3] - كذا في ك، و في خ: فألقاه إلى عبد اللّه، ثمّ صانه اللّه تعالى عن الخثعميّة حتّى وصل إلى آمنة، فلمّا أظهره اللّه بواسطة نبيّه صلى اللّه عليه و سلم استدعى الفهوم ...

[4] - كذا في ك، و في خ: المحنة غشى بصر قلبه عن إدراكه فلا يزال ذلك ...

[5] - ما بين المعقوفات من خ. و في ك: أنوار السّماوات و الأرض.

[6] - ط و ض و ع: تقطع الحجج.

[7] - ص: خاتمة الأئمّة.

[8] - قد روى قريبا منها المسعودي في الباب الثالث من مروج الذهب 1/ 42 في عنوان:« ذكر المبدأ و شأن الخليقة-- و ذرء البريّة»، و ما رواه أظهر ممّا هنا، و قال بعد نقله: فهذا ما روي عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه.

و رواها أيضا العلّامة المجلسي في الباب 14، و هو باب خطبه صلوات اللّه عليه المعروفة من كتاب الروضة من بحار الأنوار 77/ 300 تحت الرقم 6 نقلا عن مناقب ابن الجوزي.

اسم الکتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة المؤلف : سبط ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 506
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست