فإن
قيل: فقد ضعّفوا حديث الوصيّة؟ فالجواب: إنّ الحديث الذي ضعّفوه في إسناده إسماعيل
بن زياد، تكلّم فيه الدّارقطني، و إنّما تكلّم فيه لأنّه روى في الحديث زيادة بعد
قوله: «منجز و عدي»، «و هو خير من أترك بعدي»[2]،
و الحديث الذي ذكرناه رواه أحمد في الفضائل، و ليس في إسناده ابن زياد و لا هذه
الزّيادة، فذاك حديث و هذا آخر.
[1] - ما بين المعقوفين من خ، و لم أجد قول أحمد في
مصدر آخر.
[2] - و هذا الشطر من الحديث ورد في روايات عديدة عن
سلمان، فلاحظ: مسند سلمان من المعجم الكبير 6/ 221 ح 6063، و مجمع الزوائد 9/ 113،
و كنز العمّال 11/ 610 ح 32952، و مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام لمحمد
بن سليمان الكوفي 1/ 384 ح 302، و ص 389 ح 311 و فيه:« و هو أفضل من أترك بعدي»، و
ص 438 ح 338 و فيه:« و كان أفضل من أخلّف بعدي»، و شواهد التنزيل للحسكاني 1/ 98 ح
115 ذيل الآية 30 من سورة البقرة، و ترجمة جرير بن عبد الحميد من لسان الميزان 2/
102 و فيه:« وصيّي و خليفتي في أهلي و خير من أخلّف بعدي عليّ»، و الباب 74 من
كفاية الطالب ص 292، و ترجمة أمير المؤمنين عليه السّلام من مختصر تاريخ دمشق 17/
314 و فيه:« و خير من تركت بعدي»، و ليس في أسانيدهم إسماعيل بن زياد، و له شواهد
كثيرة من غير هذا الطريق.
و أمّا رواية إسماعيل، فقد رواه
السيوطي في مناقب عليّ عليه السّلام من اللآلي المصنوعة 1/ 358.
اسم الکتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة المؤلف : سبط ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 309