responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكون و السماء عند الإمام السجاد المؤلف : المؤمن‌، السيد عبد الأمير    الجزء : 1  صفحة : 22

الحضارة الإسلاميّة العظيمة التي لا تماثلها حضارة.

لقد عرف الرسول الأعظم والأئمّة الأطهار (عليهم الصلاة والسلام) كلّ علوم عصرهم، فهم أفضل الناس وأعلمهم، وقد وردت إلينا منهم روايات كثيرة تتحدّث عن الكون والسماء، مما كان شائعاً في عصورهم (وإن كان مجملًا على عمومه) حتى إنّ الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) قال في إحدى خطبه أمام الجماهير في حديثه عن السماء وأحوالها:

«أيّها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فلأنا بطرق السماء أعلم منّي بطرق الأرض»[1].

وهنا يجب التنبيه: إلى أنّ الروايات التي تتعلّق بالأحكام الشرعيّة- وهي محل ابتلاء الناس-، هي روايات مدروسة سنداً ومتناً، في حين أنّ عدداً كبيراً من الروايات التي تتعلّق بالعلوم وعلم الفلك منها غير مدروسٍ لا متناً ولا سنداً. ولكن مع كلّ ذلك هناك الكثير منها ذو مضامين علميّة فلكيّة واضحة تنسجم والحقائق العلميّة المعاصرة.

إنّ ما ورثناه عن الرسول الأكرم (ص) أو ما خلفه آل الرسول الكرام (عليهم الصلاة والسلام) من الأحاديث التي تتحدّث عن الكون والسماء والأرض والأجرام السماويّة المتنوّعة هو مادّة علميّة سبقت عصرها في كثير من الأحيان، وإذا أضفنا إليها المادّة الفلكيّة التي خلّفها علماء الفلك المسلمون لاحقاً فسنجد أمامنا فلكاً علميّاً مهمّاً مفعماً بالحقائق العلميّة الحديثة.

ففي هذا الفلك الموروث حديث عن الأرض الكرويّة وعن حركتها حول نفسها، وحركة الشمس الحقيقيّة لا حركتها حول الكرة الأرضيّة كما اعتقد السابقون وأمور فلكيّة سماويّة كثيرة.

ولو اهتمّ متخصّص ماهر في دراسة الروايات الفلكيّة والكونيّة دراسة علميّة


[1] - نهج البلاغة للإمام عليّ( ع)، خطبة: 128، ص 186.

اسم الکتاب : الكون و السماء عند الإمام السجاد المؤلف : المؤمن‌، السيد عبد الأمير    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست