الضياع و
التحريف، و هذا ما سوف نشير إليه في خصائص هذه المرحلة.
خصائص
المرحلة الرابعة:
فى
ختام الحديث عن هذه المرحلة يحسن بنا أن نشير إلى خصائصها و بعض الملاحظات عليها:
الاولى:
أنّ الوفاة و الرفع لعيسى عليه السّلام كان من خصائص هذه المرحلة، و لكن هل كانت
الوفاة حسب السنّة العامة الجارية في الناس عند ما يتوفّاهم اللّه تعالى-
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي
مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَ يُرْسِلُ الْأُخْرى
إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ[1]-
ثم كان الرفع بعد الوفاة، فيكون رفعا معنويا في مقابل الأذى و الإهانة التي كان
يريد أن يلحقها بعيسى عليه السّلام الكافرون؟ أو كانت الوفاة هنا وفاة خاصة بعيسى
عليه السّلام تميّز بها (سلام اللّه عليه) من سائر الأنبياء و الناس، كما تميّز
بولادته، و إنّ الرفع كان حقيقيا، كما رفع اللّه- سبحانه- نبيه محمّد صلّى اللّه
عليه و آله و سلّم بصورة مؤقتة في الإسراء و المعراج؟
هنا
يوجد احتمالان، و حديث واسع للمفسرين أشار إلى جانب منه الشيخ الطبرسي في مجمع
البيان[2].
و
لا شكّ أنّ ظاهر الآيات الكريمة و سياقها: أنّ الوفاة و الرفع كان امتيازين خاصين
بعيسى عليه السّلام، استحقا خطابا خاصا و نعمة إلهيّة متميّزة، و لذا فهو رفع
مادي
[2] - مجمع البيان 2: 135- 137، و كذلك النجار في قصص
الأنبياء: 566- 569 حيث ذكر الاحتمالات العديدة، و اختار الوفاة العادية و الرفع
المادي، و نسبه إلى محمّد عبده.