responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 265

الإسرائيلي، و أشرنا إلى بعضها عند دراستنا للمرحلة الثالثة من دعوة موسى، و يمكن أن نلخص ما تكشف عنه هذه الأوضاع و الصفات التي تناولها القرآن و هي:

أوّلا: في أنّ الشعب الإسرائيلي كان يتصف بازدواجية فضيعة نتيجة لمختلف الظروف التأريخية و الاجتماعية التي مرّ بها، و التي تراكمت آثارها المتنوعة و العميقة في سلوكه الاجتماعي و محتواه النفسي و الروحي.

و كانت تتمثل هذه الازدواجية في الشعور بالعظمة و الامتياز و القربى من اللّه بوحي من تأريخه المجيد الذي عاشه آباؤه و أجداده، كتأريخ النبوّات و المقام الاجتماعي المتميز الذي كان ليوسف عليه السّلام و انقاذه للمجتمع من الكوارث الطبيعية، و التخطيط الاقتصادي الرائع الذي قام به من ناحية، و نجد هذا الشعب في الوقت نفسه قد قاسى حياة طويلة من الاضطهاد و الاستعباد و رزح في ظل مستلزماتها من جهل و فقر و انحطاط خلقي و نفسي و اجتماعي من ناحية اخرى.

و لعلّ هذه الازدواجية هي التي تفسر لنا تململ الإسرائيليين، و عدم تحملهم لأعباء الرسالة و عملية الخلاص و الانقاذ من ناحية، و تمادي الإسرائيليين في الطلبات، و كثرة تمنياتهم على موسى، و عدم استجابتهم للخط الذي رسمه لهم لانقاذهم، و هو خط الجهاد لتحرير الأرض المقدسة من ناحية اخرى، و قد صنعوا كلّ ذلك على الرغم ممّا يتمتع به موسى من مكانة عظيمة عندهم، لأنّه كان مخلصهم و منقذهم من الظلم الفرعوني و ضحى من أجلهم بموقعه الاجتماعي و حياته الهنيئة.

و قد استهدف القرآن من وراء إعطاء هذه الصورة للشعب الإسرائيلي تسليط الأضواء على واقع اليهود الذين كانوا يعايشون المسلمين، و كان ينظر إليهم العرب قبل ظهور الاسلام على أنّهم أهل الكتاب و المعرفة بالأديان و بكلّ ما يتصل بعالم الغيب. و حيث تتكشف هذه الصورة الواقعية لهذا الشعب (الازدواجية)

اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست