responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 257

وجود أهداف ثانوية اخرى لهذا الموضوع فرضها السياق القرآني، و كان من أهمّها إيضاح فكرة أنّ صدود الكافرين عن الدعوة و عدم انخراطهم فيها .. لم يكن نتيجة سبب موضوعي مرتبط بالدعوة نفسها، مثل: عدم استكمالها للحج و الرافضين، و المعاجز الغيبية، أو شخصية النبي و عدم لياقته، أو بذله للجهد الكافي، و إنّما يكون بسبب الظروف النفسية و الاجتماعية التي يعيشها الكافرون أنفسهم، حيث تتحول المواقف السلبية اليومية من خلال الصراع، أو العادات و التقاليد الموروثة، أو الانحرافات الجزئية، إلى حالة نفسية تغلف القلب و العقل و تختم عليه، فيصبح الجحود هو الموقف العام دون أن يستخدم الإنسان عقله أو فطرته، بل قد يتمسّك بالجحود حتى مع تعيينه بالحقيقة من خلال أدلّتها، كما أشار القرآن الكريم إلى ذلك.

و بذلك يكون طرح هذا الموضوع له تأثير كبير في تربية الإنسان المسلم على الإيمان بالغيب من ناحية، كما أن إيضاح هذا القانون الاجتماعي له علاقة بالدعوة و الموقف منها من ناحية ثانية، كما يكون له تأثير كبير على فهم المواجهة بين المسلمين و الكافرين أيام النبي محمّد صلّى اللّه عليه و آله و ما بعدها من ناحية ثالثة.

و يمكن أن نضيف إلى ذلك- أيضا- هدفا آخر، و هو: أنّ الإشارة إلى تفاصيل الآيات بشكل خاص في عصر موسى و غيره يبين بوضوح المبرر لعدم مجي‌ء الآيات في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله التي كان يطالب المشركون بنزولها أحيانا، أو يتوقع المسلمون نزولا بالمشركين أحيانا اخرى، كما أشار القرآن الكريم إلى هذا الهدف؛ إذ يصبح من الواضحات أنّ الأنبياء السابقين بالرغم من أنّهم جاءوا بالآيات العديدة و لكنهم لم يتمكنوا من خلالها أن يكسروا هذا الحاجز النفسي، و يرفعوا هذا الغلاف القلبي، و إنّ هذه الآيات إنّما جاءت للعذاب و الانتقام، و هذا لا يتناسب مع الرسالة الخاتمة و التطور الإنساني لها وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ‌

اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست