تشير إلى
ذلك بعض الروايات- حادثة المنام الذي رأى فيه إبراهيم أنّه يذبح ولده بعد أن كان
قد بلغ مبلغ السعي و الفتوة، و قيل: بلغ ثلاثة عشر سنة، كما قيل: إنّه بلغ مستوى
العمل و العبادة للّه تعالى.
فَلَمَّا
بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي
أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي
إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ* فَلَمَّا أَسْلَما وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ*
وَ نادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ
نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ* وَ فَدَيْناهُ
بِذِبْحٍ عَظِيمٍ* وَ تَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ[1].
و
الذي يبدو من هذه الآيات أنّ الامتحان و البلاء كان عظيما لإبراهيم و ولده، الأمر
الذي وصل فيه إبراهيم إلى الدرجة العالية التي أهلته إلى مقام الإمامة على ما تشير
إلى ذلك بعض الروايات[2].
خصائص
هذه المرحلة:
يمكن
أن نلاحظ في هذه المرحلة عدّة خصائص مهمة:
الاولى:
ظاهرة التشريع، و سنّ الآداب و الاخلاق في السلوك الشخصي و في هيئة الإنسان و
بدنه، و في السلوك الاجتماعي، و العلاقة مع الناس و اللّه تعالى،
[2] - روي عن الصادق« أنّه ما ابتلاه اللّه به في نومه
من ذبح ولده إسماعيل أبي العرب فأتمها إبراهيم، و عزم عليها، و سلم لأمر اللّه،
فلمّا عزم قال اللّه ثوابا له لما صدق و عمل بما أمره اللّه». مجمع البيان للطبرسي
1: 200.
و لكن في رواية اخرى: أنّ الأمر
بالذبح كان في أثناء تعليم جبرئيل لإبراهيم مناسك الحج، و اللّه أعلم.