السماوات و
الارض) وَ كَذلِكَ نُرِي
إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ[1]. حيث كان يرى الحقائق الإلهية الغيبية و
المشهودة في السماوات و الأرض[2].
[ج-
كان قوي الحجّة و البرهان]
ج-
إنّ إبراهيم عليه السّلام كان قوي الحجّة و البرهان، و يبدو ذلك واضحا من القرآن
الكريم في عرضه لاحتجاج إبراهيم مع أبيه، و مع قومه في المرحلة الاولى من حياته،
كما تذكره آيات سورة الأنعام؛ و لذلك وصفه القرآن الكريم بعدها بقوله:
وَ تِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ
نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ
[2] - و قد قال العلّامة المجلسي بعد ذكره لمجموعة من
الاخبار: إنّ إراءته ملكوت السماوات و الأرض يحتمل:
1- أن يكون ببصر العين: بأن يكون
اللّه- تعالى- قد قوى بصره، و رفع له كلّ منخفض، و كشط له عن أطباق السماء و الأرض
حتى رأى فيهما ببصره.
2- أن يكون المراد منه رؤية
القلب: بأن أنار قلبه حتى أحاط بها علما.
و الأوّل أظهر نقلا، و الثاني
عقلا.
و الظاهر على التقديرين: أنّه
أحاط علما بكلّ ما فيهما من الحوادث و الكائنات.
3- و أمّا حمله على أنّه رأى
الكواكب و ما خلقه اللّه في الأرض على وجه الاعتبار و الاستبصار، و استدلّ بها على
اثبات الصانع، فلا يخفى بعده عمّا يظهر من الأخبار. انتهى كلامه. البحار 12: 61-
62.
و لكنّ الظاهر من الآية الكريمة
في سورة الأنعام- بعد جمعها مع الاخبار و ما استظهره فيه من العقل كما في الاحتمال
الأوّل و الثاني- أنّ ما ذكره الاحتمال الثالث هو الصحيح، و كان ذلك مقدّمة لحصول
مضمون كل من الاحتمالين الآخرين الأوّل و الثاني. و اللّه أعلم.