فقد
ذكر القرآن الكريم في وصف إبراهيم عليه السّلام صفاتا توضح طبيعة العلاقة بينه و
بين قومه، و أهل بيته و الناس بشكل عام.
[أ-
إنّ إبراهيم كان امّة]
أ-
إنّ إبراهيم كان امّة و قد ورد في تفسير ذلك أنّه كان قدوة و معلّما للخير، فهو
إمام هدى، و أنّ قوام الامّة بوجوده، و أنّ عمله كان عمل امّة، أو أنّه مفرد في
زمانه بالتوحيد، فكان مؤمنا و الناس كفار[1].
و
قد ورد في سورة الممتحنة وضع إبراهيم في موضع القدوة للمسلمين في قوله تعالى:
لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَ
الْيَوْمَ الْآخِرَ وَ مَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ[2].
كما
ورد فيه الأمر لرسول اللّه باتباع ملة إبراهيم عليه السّلام: ثُمَّ
أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَ ما كانَ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ[3]،
كما ورد فيه: وَ مَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَ
هُوَ مُحْسِنٌ وَ اتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً ...[4].
[ب-
و كان حليما]
ب-
و كان حليما؛ إذ وصفه القرآن الكريم بذلك عند ما أخذه العطف و الشفقة على لوط و
قومه بسبب ما أخبره به رسل اللّه بالقرار الإلهي في نزول العذاب عليهم، فهؤلاء
القوم بالرغم من انحرافهم و شذوذهم، و كذلك إيذائهم لابن أخيه