3-
إنّ نوحا هو أبو الأنبياء المذكورين في القرآن، ما عدا آدم و إدريس عليهما
السّلام، قال تعالى: وَ تَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ[2].
4-
كان نوح عليه السّلام أوّل من كلّم الناس بمنطق العقل و طريق الاحتجاج مضافا إلى
طريق الوحي بعد تعرض الجماعة البشرية للانحراف عن الفطرة. فهو الاصل الذي ينتهي
إليه دين التوحيد في العالم بعد ظهور الوثنية، فله الفضل و المنّة على جميع
الموحدين إلى يوم القيامة، و لعلّ هذا هو السبب فيما خصّه اللّه- تعالى- به من
السلام الذي لم يشاركه فيه أحد سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي
الْعالَمِينَ[3].
و
قد اصطفاه اللّه على العالمين، و عدّه من المحسنين، و سمّاه عبدا شكورا و عبدا
صالحا، و عدّه من عباده المؤمنين.
و
آخر ما نقل من دعائه قوله: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ
لِوالِدَيَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ
الْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً[4].
كما
أنّه كان أوّل من ذكره القرآن الكريم في ذكر اسم اللّه عند الابتداء بأمر عظيم
... بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ مُرْساها ...[5].
كما
أخبر القرآن الكريم عن أنّه لبث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاما، الأمر الذي يكشف
عن طول المعاناة و الصبر العظيم.