responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 129

ما هي هذه الاسماء؟

و بعد هذا كلّه نجدهم يختلفون في حقيقة هذه المسميات، و المراد منها في الآية الكريمة:

فالعلّامة الطباطبائي يراها- كما في النص السابق- موجودات أحياء عقلاء، و لعلّه يفهم هذه الحياة لها و العقل من قوله تعالى: ثُمَّ عَرَضَهُمْ؛ لأنّه استعمل ضمير الجماعة المختص بمن يعقل، و هذا الاتجاه نجده في بعض الآراء المتقدّمة على العلّامة الطباطبائي نفسه، كما في حكاية الطبري عن الربيع بن زيد أنّهما قالا: علّمه اللّه أسماء ذريته و أسماء الملائكة[1].

و لكن الشيخ الطوسي يناقش فكرة الاعتماد على الضمير بقوله: «و هذا غلط؛ لما بيناه من التغليب و حسنه، كما قال تعالى: وَ اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى‌ بَطْنِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى‌ رِجْلَيْنِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى‌ أَرْبَعٍ ...[2]».

و الشيخ محمّد عبدة يرى أنّها تعني: جميع الأشياء و جميع ما يتعلق بعمارة الدين و الدنيا من غير تحديد و لا تعيين‌[3] و لعلّ هذا الاتجاه هو الذي يظهر من كلام الشيخ الطوسي و الرازي في تفسيرهما[4]، و حكاه الطبرسي عن ابن عباس و مجاهد و سعيد بن جبير و عليه أكثر المتأخرين.

و هذا الرأي هو الصحيح الذي ينسجم مع واقع الإنسان من ناحية، و صحة


[1] - التبيان 1: 138.

[2] - النور: 45.

[3] - المنار 1: 262.

[4] - التبيان 1: 138، و التفسير الكبير 3: 176.

اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست