responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 124

يقوم مقامها، كما يشير إلى ذلك بعض الروايات و التفاسير[1].

الثالث: أنّ طبيعة الخلافة تكشف عن ذلك بناء على الرأي الأوّل من المذهب الثالث في معنى الخلافة؛ إذ يفترض الاختلاف و النزاع، و لازمه الفساد في الأرض و سفك الدماء، كما ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره.

الرابع: أنّ طبيعة الخليفة نفسه تقتضي ذلك، و هنا رأيان:

أ- إنّ المزاج المادي و الروحي لهذا المخلوق الذي يريد أن يجعله اللّه خليفة، و الأساس الاجتماعي للعلاقات الأرضية التي سوف تحصل بين أبناء هذه المخلوقات هي التي جعلت الملائكة يعرفون ذلك، يقول العلّامة الطباطبائي: «إنّ الموجود الأرضي بما أنّه مادي مركب من القوى الغضبية و الشهوية، و الدار دار التزاحم محدودة الجهات وافرة المزاحمات، مركباتها في معرض الانحلال، و انتظاماتها و اصطلاحاتها مظنة الفساد و مصب البطلان، لا تتم الحياة فيها إلّا بالحياة النوعية، و لا يكمل البقاء فيها إلّا بالاجتماع و التعاون، فلا تخلو من الفساد و سفك الدماء»[2].

ب- إنّ الارادة الإنسانية بما اعطيت من اختيار يتحكم في توجيهه العقل بمعلوماته الناقصّة هي التي تؤدي بالإنسان إلى أن يفسد في الأرض و يسفك الدماء، قال محمّد عبدة: «أخبر اللّه الملائكة بأنّه جاعل في الأرض خليفة، نفهم من ذلك أنّ اللّه يودع في فطرة هذا النوع الذي يجعله خليفة أن يكون ذا إرادة مطلقة و اختيار في عمله غير محدود، و أنّ الترجيح بين ما يتعارض من الأعمال التي تعن له تكون‌


[1] - المصدر السابق: 133.

[2] - الميزان 1: 115، و التفسير الكبير 1: 121، و الميزان 1: 119.

اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست