responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 60

أرضها واستعباد أهلها، وأخيراً تشريدهم في كلّ صقع وربع.

ثمّ اجتمع به السفير الأمريكي في العراق (برتون بري)، فلم تكن صراحته بأقلّ من صراحته مع السفير البريطاني، وقد عنّفه كثيراً على‌ مساهمة الولايات المتّحدة الأميركيّة في تثبيت أقدام الصهاينة بأرض فلسطين، وما نجم عن جرّاء ذلك من الأعمال الوحشيّة المنكرة.

وكان يقول للسفير في هذا الخصوص: (إنّ قلوبنا دامية منكم معاشر الأمريكيّين؛ لأنّكم طعنتمونا بالصميم طعنة نجلاء، لا يمكن السكوت عنها والصبر عليها).

ثمّ يقول: (إنّ القلوب كلّها ضدّكم، وتقطر دماً من فضاعة ضربتكم التي قصمتم بها ظهر العرب)!

وكان يعني بذلك مأساة فلسطين وضياعها من أيدي العرب والمسلمين.

وأخيراً توّج حياته الكريمة الحافلة بجلائل الأعمال والمواقف السياسيّة الإصلاحيّة برفضه حضور مؤتمر بحمدون الذي عقد في بحمدون لبنان بتأريخ الثاني والعشرين من نيسان عام 1954 م، والذي روّجت له محافل الاستعمار الأمريكي، حيث وجّهت دعوة له من قبل (كارلند إيفانز هوبنكز) نائب رئيس جمعية أصدقاء الشرق الأوسط الأمريكيّة، فكان ردّه على‌ دعوة الحضور حاسماً بليغاً جداً.

وما اكتفى قدس سره بذلك، بل قام بإصدار كتابه الذي أسماه: (المثل العليا في‌الإسلام لا في بحمدون).

وقد جاء الكتاب آية في الجرأة والغيرة على‌ المصلحة العامّة والسعي لخدمة البلاد وتنوير أبنائها بما يحوطهم من أخطار الاستعمار وما ينتابهم من شرور أذنابه.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست