responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 51

والنسيان والاشتباه؟! ولا شكّ في أنّ الجواب بالسلب، وإذا كان إرسال الرسل وبعث الأنبياء واجباً بالحكمة حسب العناية الأزلية، فالعصمة أشدّ لزوماً وأقوى‌ وجوباً، وإلّا بطل الغرض وماتت الفائدة وانتقضت الحكمة.

أحمد أمين: ما الدليل على‌ انفتاح باب الاجتهاد عندكم؟

الشيخ: وما الدليل على‌ انسداده؟ وأيّ آية أو خبر تدلّ على‌ الحجر على‌ العقول والضغط على‌ الأفكار، وسلب هذه الحرّية الفكرية التي منحها اللَّه لعباده، وكانت من أفضل نعمه على‌ خلقه، غاية ما هناك أنّ اللَّه (سبحانه) رأفة بالعباد، ورفعاً لمشقّة الاجتهاد، ورعاية لحفظ نظام الهيئة الاجتماعية، ووجوب قيام كلّ طائفة بشأن من الشؤون الضرورية، فتتوزّع الأعمال وتتبادل المنافع، لذلك كلّه رفع وجوب الاجتهاد عن كلّ فرد من المكلّفين وأطلق لهم السراح في ذلك، فجعل وجوبه كفائياً، وأجاز رجوع العامّة إلى‌ المجتهدين وتقليدهم في أُمور الدين.

أمّا من أنفت نفسه وسمت همّته عن حطّة التقليد وخطّة الاتّباع، وأراد أن يأخذ الحكم من دليله على‌ قواعد الفنّ والصناعة؛ فأيّ دليل على منعه وحجر ذلك عليه؟! وهل تجد عاقلًا في الدنيا يمنع عن العلم ويأمر بالجهل؟! وإنّ مذهباً يكون هذا الحكم من دعائمه وقواعده أحرى‌ بأنّ يسمّى: مذهب الجهالة والتضليل، ومن آراء العصور المظلمة وبقايا أديان الجاهلية والاستبداد! أمّا دين الإسلام فهو أرفع وأنصع من ذلك، ولو لم يكن دليل على‌ شرف مذهب الشيعة وصحّة قواعده وأُصوله إلّاهذا لكفى‌.

انتهى‌ كلام الشيخ مع (أحمد أمين)، ولو أردنا أن نأتي له بأمثال هذه المناظرات والمحاورات لاحتجنا إلى‌ مجلّدات ضخمة على‌ التأكيد، فإنّه كان رحمه الله‌

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست