responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 394

المسجّلات- هو المقام الذي اختصّه الملك لنفسه ولم يُطلع على شي‌ء منه أحداً من رعيته، لا كاتب ولا وزير ولا نديم ولا سمير، وهو مقام الغيب، وأُمّ الكتاب الذي لا يُغيّر ولا يبدّل، والذي جفّ فيه القلم، وبه ترتبط الأسماء المخزونات المكنونات التي لم يظهر عليها أحد من خلقه، لا ملك مقرّب ولا نبي منتَجب ولا عبد مصطفى، وهي التي استأثر بها في علم الغيب عنده وجعل مفاتحها لديه:

«وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ»[1].

وهذا الكتاب المبين الذي هو مجموع لوحي الجملة والتفصيل هو مظهر تنزّلات البداء وتغيّرات ما يتجلّى فيه لمطالعيه من المقرّبين وذوي الكرامة.

أمّا مبادي البداء فهي تنشأ من ذلك الكتاب المخزون المغلق بمفاتيح الغيب وأقفال العلم المصون التي لا سبيل لأحد إلى استطلاع ما ورائها.

ومن هنا مقام الخوف والفزع والحزن والجزع والرهبة والرغبة التي تلازم المقرّبين وملازمي الحضرة، فإنّهم وإن وجدوا في ألواح الكتاب المبين أنّهم من الأولياء الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، ولكن لا يعلمون ما خبّأ لهم الغيب وراء أستاره من التقلّبات والمحو والإثبات المنبعثة من الإرادة الحرّة والمشيّة المطلقة، فهم على أبواب حصونها المنيعة ضارعون خاشعون خائفون فزعون يرصدون أن لا يلمّ بخواطرهم وظواهرهم من الخطأ ما يتخطّى بنظر العناية عنهم، فتزلّ بهم مزالق التوفيق إلى حيث لا يعلمون. ثمّ بعد هذا كلّه لا أراك إلّاوقد عرفت جهات التطبيق والموازنة في هذا


[1] سورة الأنعام 6: 59.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 394
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست