واللَّه
وليّ الهداية والإصلاح لنا ولهم، وهو أرحم الراحمين.
ولكن
لا يحتجبنّ عنك (رفع اللَّه لك الحجاب عن باب الصواب) أنّا إنّما أكثرنا من إيراد
كلمات أمير المؤمنين علي عليه السلام في تفاصيل العدل وتقاسيمه؛ لتعرف أنّه هو
الإمام الصدّيق العادل والفاروق بين الحقّ والباطل، فلا تعدل به من عداه ولا تساوي
به من سواه.
وقد
جشّمناك سهوب الإسهاب، وضربنا عليك من أخبية الكلام في العدل أطناب الإطناب، ونخشى
أن نكون في تفاصيل العدالة قد جرنا عليك بالإطالة، وسُمناك السأم والكسل وأملينا
عليك ما يوجب الملل.
وها
نحن نستميح سماحك ونستعطف بالعذر إليك شدّتك وجماحك، فأنا بما أقول زعيم واللَّه
به عليم: إنّ ذلك كلّه ما كان من قصدنا ونيّتنا، ولا أعملنا فيه شيئاً من فكرنا
ورويتنا، بل سال القلم به وسفح وطفى لجّ البيان به وطفح، وأشجانا حديث العدل
والحديث شجون وجرّنا إلى بعض الكلام فيه لهجة أبناء العصر بذكره وهم فرحون.
نسأله
(تعالى) أن يحقّق الآمال بظهور زمان الاستقامة والاعتدال، وانتشار راية العدل
والإنصاف بين سائر الأصناف.
ولكن
أين- يا حبيبي- لأين؟! يا حسن ما تسمع الأُذن ويا قُبح ما ترى العين:
ولم أرَ إلّامن يسرّك قوله
ولكن وشيكاً ما يسؤوك فعله
وقد كان حسن الظنّ بعض مذاهبي
فأفسده هذا الزمان وأهله
ولنردد
جامح القلم عن شنّ هذه الغارة، فعهدي بك حرّ الطبع والحرّ تكفيه