responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 212

حتّى في شكّنا أيضاً، وننكر جميع الأشياء حتّى إنكارنا لها أيضاً، ولعلّ هذا ممّا يتلفّظ به لسانهم معاندين، فسقط الاحتجاج معهم، ولا يرجى استرشادهم، وليس علاجهم إلّاأن يكلّفوا بدخول النار؛ إذ النار واللانار واحد، ويضربوا؛ فإنّ الألم واللا ألم واحد)[1] انتهى نصّه.

والغرض أنّ أساسية التمييز بين الوجود والعدم هي أوّل الأوائل وأساس النظريات وأجلى البديهيات، وبها يتوصّل إلى ما يشاء من الغايات وما تشاء له العناية، وقد عرفت كيف التوصّل بها إلى قطع ألسنة المادّيين وإفحامهم وإزاحة بليّة تشكيكاتهم وأوهامهم.

وبعد هذا كلّه، فمن تجده أقوم حجّة، وأعدل محجّة، وأسدّ برهاناً، وأشدّ أركاناً، وأدنى من الحقّ، وأبعد عن الإفك والباطل؟! ومن تراه أولى بأن يُنحى عليه باللائمة، ويقال له:

أيّ داءٍ أصاب عقلك يا مسكين‌

حتّى رُميتَ بالوسواس؟!

الملحدُ حيث يقوله للموحّد، أم الموحّد حيث يعكس عليه قوله، ويقول له:

أيّ خبل أصاب عقلك يامأ

فون حتّى وقعتَ بالإلحاد؟!

[الاستظهار على إثبات الصانع بأُمور لمزيد التأكيد]

ولكنّي مزيداً في الاستظهار وتأكيداً للحجّة والبرهان استطرد القول هنا في أُمور عسى‌ أن تكون معينة على جلاء الحقيقة وإيضاح ما قدّمناه من الصواب‌


[1] المصدر السابق 1: 90.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست