responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 14

لهم، وتصفية (رموز) هذا الدين للحيلولة دون تمسّك المسلمين برسالتهم، وإجبارهم على‌ تركه أو نسيانه على أقلّ تقدير.

في وسط هذا الفضاء (الملوّث) برز هذا المؤلّف ليساهم في ردّ (العدوان) ودحر بعض هذه (الجموع) التي لا همّ لها سوى‌ إعمال الإتلاف والضرر في كيان هذا الدين القويم، فكان الكتاب أشبه ب (صرخة) أُطلقت وسط الظلام بنبرة صادقة تحكي عن ضرورة إنقاذ الحقيقة التي (تكاتف) العالم (الآخر) على محوها عن البين.

ليست المشكلة في أن (تصرخ)، ولا بأيّ درجة من (الصراخ) يمكنك أن تطلق صرختك، فلم يعد الأمر يحتاج آنذاك إلى (شجاعة الشجعان) كما كان يردّدها غيره من الكتّاب والصحفيّين (الإسلاميّين)، ولكن المشكلة تكمن في أنّه متى‌ (تصرخ)، وبأيّ شي‌ء (تصرخ).

ذلك لأنّهم لا يمانعون من (الصراخ) نفسه، ولا يتأفّفون مِمّن يرغب بالصراخ لو أحبّ، شريطة أن يظلّ توقيت الصراخ بأيديهم، وأن يكون ذلك تحت أعينهم!

فإنّ المشكلة الحقيقية لديهم هي أن لا تكون (الصرخة) نافذة إلى أعماق الضمير الإسلامي، وأن لا تمسّ (وجدان) الشارع المسلم، لتستنهضه فتتمزّق (الشرنقة) العتيدة التي بذلوا جهداً مضنياً في نسجها وإحكامها!

وهذه هي الحقيقة التي أدركها الباحث المؤلّف بعدما أحسّ بخطر ظاهرة (اللاقرار) التي تحيط بهذه الجموع الهائلة من مسلمي هذا الجزء من العالم الفسيح، وعجز غيره عن إدراكها، إذ حجبته عن هذه الرؤية السليمة طائفة من الأنوار البرّاقة، والرونق المزيّف التي أحاط الأُمّة كهالة مضيئة آنذاك.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست