فهل يعقل أن
يفكر غير الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله و سلم في أمر الخلافة الإسلامية بهذا
المستوى من التفكير المؤلم، ويترك صاحب الرسالة صلى الله عليه و آله و سلم امته
مع حديث (سنّة الخلفاء الراشدين) الذي وقفنا على سنده ودلالته قبل قليل؟!
انَّ
مَن يستعرض مفردات الشريعة الاسلامية وتعاليمها، يجد أنَّها تعطي القضايا التي تلي
أمر الخلافة في الأهمية الشيء الكثير من التركيز، وتغطّيه بالعدد الغفير من
الأحاديث، كيف وأمر الولاية هو الدعامة الاولى للدين، والأساس الرئيسي الذي تُشاد
عليه بقية التعاليم؟
يقول
الامام الباقر عليه السلام على ما رواه زرارة عنه:
قال
زرارة: وأيُّ شيء من ذلكَ أفضل؟ فقال عليه السلام:
الولاية
أفضل، لانَّها مفتاحهنَّ، والوالي هو الدليل عليهنَّ ...»[1].
ويقول
عليه السلام:
«بُني
الاسلام على خمس، على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والولاية، ولم ينادَ
بشيءٍ كما نودي بالولاية»[2].
فكيف
يمكن لهذا البناء الفكري الذي آمن به أبناء العامة لمئات السنين، واختطّوا نهجه،
وتسالموا على تعاطيه، خلال الحقب الزمنية المتمادية ... كيف يمكن لهذا البناء أن
يستند إلى مثل هذه الرواية الهزيلة التي عليها من الاشكالات والنقوض ما عليها؟
وكيف يمكن أن يُستظهر منها الأمر بوجوب اتّباع سنّة (الخلفاء الأربعة) على
مازعموا، في مقابل الحشد الكبير، والسيل المتدفق من الآيات الكريمة والأحاديث
النبوية المتواترة والمستفيضة التي دلَّت على إيكال
[1] محمد بن يعقوب الكليني، الاصول من الكافي، ج: 2،
باب: دعائم الاسلام، ح: 5، ص: 18.
[2] - محمد بن يعقوب الكليني، الاصول من الكافي، ج: 2،
باب: دعائم الاسلام، ح: 1، ص: 18.