responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 73

بينما لا يصحّ هذا المقياس؛ إذ أنّ الأُمة تتشكّل من أفرادها، ومن الممكن أن يبتدع أحدهم شيئاً لا يقبله سائر الأفراد ولا يستسيغه الذوق العام لتلك الأُمة، وحينئذ فلا يمكن أن يحسب شي‌ء كهذا على حساب تلك الأُمة بصورة عامّة.

فمن الممكن- مثلًا- أن تختار أُمة نظاماً اجتماعياً خاصّاً لحياتها ويقترح لها فرد منها نظاماً مغايراً للنظام العام القائم فلا يقبله الرأي لتلك الأُمة، وحينئذ فلا يمكن أن نحسب هذا النظام المقترح والمردود على صاحبه، من ظواهر تلك الأُمة ومميّزاتها بحجّة أنّه من مقترحات فرد من أفراد تلك الأُمة. ويمكن- على عكس هذا- أن يقوم بعرض النظام الاجتماعي فرد من أُمة أُخرى في خارج حدود أراضي هذه الأُمة ثم تستقبله وتتقبّله هذه الأُمة، وحينئذ فمن البدهي أنّه لا يمكن أن نصف هذا النظام المقبول لدى هذه الأُمة أجنبياً عنها بحجّة أنّه إنّما جاء من مكان آخر، ولا يمكن أن ندّعي على أُولئك الذين تقبّلوا هذا النظام أنّهم قاموا بعملهم هذا على خلاف الأُصول القومية فصهروا أنفسهم في أُمة أُخرى، أو أن نقول هؤلاء قد غيّروا قوميتهم.

نعم، هناك صورة واحدة يمكن ويصحّ، بل يتعيّن أن يوصف ما جاء من خارج أراضي أُمة ما، بأنّه أجنبي وأنّ قبوله كان على خلاف الأُصول القومية، بل يحسب هذا القبول نوعاً من محاولة تغيير القومية؛ وذلك فيما إذا كان لذلك الشي‌ء صبغة خاصّة لأُمة خاصة بحيث كان شعاراً لها، فمن البدهي أنّه إذا تقبّلت أُمة شعار أُمة أُخرى واصطبغت بصبغته كانت قد عملت على خلاف أُصول قوميتها. فمثلًا: للأُمة الصهيونية والنازية الألمانية شعارات خاصّة لها ألوان قومية خاصّة، فلو أرادت أُمة أن تقبل هذه الشعارات والألوان كانت قد عملت على خلاف قوميتها.

أما لو لم يكن لذلك الشي‌ء لون وصبغة خاصّة كانت نسبته الى جميع الأُمم على السواء، وكان ذلك الشعار شعاراً إنسانياً عامّاً؛ فلو تقبّلته أُمةٌ ما لم يُحسب ذلك بالنسبة إليها أجنبياً غريباً و مضادّاً لمقتضى قوميتها، وقديماً قال الأُصوليون: «أن اللا بشرط يتّفق ويجتمع مع ألف شرط» أي أن الطبيعة المجرّدة غير ذات الصبغة الخاصّة

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست