ويشكّل
أفراد من هذه الوحدة مجتمعاً يقرب من مليون ونصف المليون من النفوس في كلّ عام في
موسم الحجّ.
والقومية
والعنصرية فكرة تجعل الأُمم وجهاً لوجه، وهي فكرة من أفكار أُوروبا في القرون
الأخيرة، ولعلّها كانت فكرة طبيعية هناك، لعدم وجود مدرسة فكرية تستطيع أن تجمع
الأُمم الأُوروبية في وحدة إنسانية متسامية. وإنّما تسرّبت هذه الفكرة بين الأُمم
الشرقية بواسطة المستعمِرين، إذ لم ير المستعمِر سبيلًا الى تطبيق سياسته القائلة:
فرّق تَسُد، أحسن من أن يلفت الأُمم المسلمة الى قومياتها وعناصرها ويشغل أفكارها
بمفاخرها الوهمية؛ فيقول للهندي: إنّ لك سابقة تاريخية كذا وكذا، ويقول للتركي: أسسّ
نهضة الشباب الأتراك والقومية التركية، ويقول للعربي- وهو أسرع الأقوام إستجابة
لهذه العصبيات: اتّخذ «العروبة» سنداً وعماداً، ويقول للإيراني: إنّك من الجنس
«الآري» فيجب عليك أن تستقل وتفصل نفسك عن العرب إذ هُم من العنصر «السامي».
من
الممكن أن يكون لتهييج المشاعر القومية آثار إيجابية مفيدة في استقلال بعض الأُمم
وحريّتها من قيد الاستعمار، لكنّها سببت التفرقة في الدول الإسلامية