responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 569

ولكن عدم وجود جماعة خاصة في القرن الأوّل الهجري يُعرفون باسم العرفاء أو الصوفية أو أي اسم آخر، لايدل على أنّ خيار الصحابة كانوا اناساً زاهدين عابدين مؤمنين إيماناً ساذجاً بسيطاً فاقدين للحياة المعنوية (كما يدعي ذلك الغربيون والمغتربون) ولعلّ بعض خيار الصحابة لم يكن لهم سوى الزهد والعبادة، إلّا أنّ جماعة منهم كانوا يتمتعون بحياة معنوية قوية، وأُولئك أيضاً لم يكونوا في درجة واحدة، حتى أنّ سلمان وأباذر لم يكونا في درجة واحدة من الإيمان، فقد كان لسلمان شرح صدر بالإيمان لم يكن ليطيقه أبوذر، ولذلك جاء في أحاديث متعددة ما معناه: «لو علم أبوذر ما في قلب سلمان لقتله» (سفينة البحار)[1].

والآن نعرض لطبقات العرفاء والصوفية من القرن الثاني حتى العاشر الهجري.

القرن الثاني‌

ألف- الحسن البصري. يبدأ تاريخ العرفان المصطلح- كالكلام- من الحسن البصري المتوفّى في (110 ه-) ولد الحسن البصري سنة (22 ه-) وعمّر ثمانية وثمانين عاماً و صرف تسعة أعشار عمره في القرن الأوّل من الهجرة. لم يُعرف الحسن البصري باسم الصوفي إنّما يعد من الصوفية لأنّه:

أوّلًا: ألّف كتاباً باسم «رعاية حقوق الله» يمكن أن يعد أوّل كتاب في التصوّف. وتوجد نسخة منفردة منه في مكتبة اكسفورد ويدّعي نيكولسون: «إنّ أوّل مسلم كتب طريقة الحياة الصوفية الحقيقية هو الحسن البصري، الطريقة التي يشرحها المقامات العالية: الأوّل التوبة، ثم سلسلة من الأعمال الأُخرى ... يجب العمل بها للارتقاء الى مقام اسمى بكيفية خاصة»[2].


[1] تراجع مادة« سلم» للإطلاع على شرح هذا الحديث لرفع الإلتباس.( المعرّب).

[2] تاريخ التصوّف في الإسلام: 462 نقلًا عن كتاب« حالات وسخنان أبوسعيد أبوالخير».

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 569
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست