responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 557

لا تحصل إلّا لسالك السبيل في خلال المجاهدات وطي الطرق، ولا سبيل لسائر الناس الى هذه الأحوال والواردات.

القسم الآخر: من العرفان في تفسير الوجود أي تفسير الخالق والعالم والإنسان. و العرفان في هذا القسم كالفلسفة يحاول تفسير الوجود، بخلاف القسم الأوّل الذي هو كالأخلاق ويحاول تغيير الإنسان الى الأفضل. وكما كانت هناك فوارق بين الأخلاق و العرفان كذلك هنا توجد فوارق بين العرفان والفلسفة.

العرفان والإسلام‌

للعرفان بقسميه العملي والنظري روابط متينة بالإسلام، فانّ الإسلام- كأي دين آخر، وأكثر من أي دين آخر- قد بيّن علاقات الإنسان بربّه وبالعالم وبنفسه وفسّر الوجود ككل. وهنا سؤال يطرح نفسه وهو ما النسبة بين ما بيّنه الإسلام وما عرضه العرفان؟

من المؤكّد أنّ العرفاء المسلمين لايدّعون أنّ لهم كلاماً وراء كلام الإسلام، ويتبرأون من هكذا نسبة بشدّة. بل يدّعون أنّهم اكتشفوا الحقائق الإسلامية أحسن من غيرهم وأنّهم هم المسلمون الواقعيون. ويستند العرفاء سواء في القسم العملي أو النظري الى الكتاب والسنة و سيرة النبيّ والأئمة وأكابر الصحابة.

ولغيرهم آراء بشأنهم نذكرها على التوالي:

أ- نظرية جماعة من المحدّثين والفقهاء الإسلاميّين: هؤلاء يعتقدون بأنّ العرفاء ليسوا متقيّدين بالإسلام وأنّ استنادهم الى الكتاب والسنة ليس إلّا خداعاً للعوام وجلباً لقلوب المسلمين، وأن لا ربط للعرفان أساساً بالإسلام.

ب- نظرية جماعة من مثقّفي العصر الحاضر: هؤلاء الذين لا علاقة لهم بالإسلام ويتقبلون كلّ مايستشمّ منه رائحة «الإباحية» وما يمكن أن يوصف بأنّه من المقاومة أمام المقررات الإسلامية. هؤلاء أيضاً كالسابقين يعتقدون بأنّ العرفاء لا إيمان لهم‌

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 557
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست