وقد قلنا آنفاً أنّ الكندي كان الوحيد في طبقته، فلا نجد فيلسوفاً آخر معه مسلماً أو غير مسلم. مات الكندي عام (258 ه-) تقريباً.

الطبقة الثانية

تتشكل هذه الطبقة من فرقتين مختلفتين: فرقة تلامذة الكندي، وفرقة أُخرى لاترتبط بمدرسة الكندي. أما الفرقة الاولى.

1- أبوالعبّاس أحمد بن الطيب السرَخسي، أكبر تلامذة الكندي. ولد عام (218 ه-) و قتل عام (286 ه-) على يد القاسم بن عبيدالله وزير المعتضد بالله العباسي. ويذكر ابن أبي أُصيبعة أنّه ألّف أربعة وخمسين كتاباً ورسالة لاتوجد اليوم نسخة منها، منها كتاب «المسالك والممالك» في الجغرافيا، ولعلّه هو أوّل جغرافي فى الإسلام، وله كتاب آخر في الفرق بين النحو والمنطق، وكتاب آخر في ارتباط أُصول وأركان الفلسفة بعضها ببعض، وكتاب آخر في قوانين الجدل الدياليكتيكي.

كتب هانري كور بن الألماني عنه يقول: «أنّه اخترع الفباء ذات صوت أكملها حمزة الإصفهاني» ويقول أيضاً «إنّه أعطى معلومات قيمة في موضوع الأسماء التي اطلقوها في العربية على الرواقيين بحيث لو لم يكن ما كتب لبقي الرواقيون في التاريخ خلف ستار الإبهام».

ولم يحرم هذا الرجل من حظّ التكفير.

2- أبوزيد أحمد بن سهل البلخي، كان أديباً وفيلسوفاً، ذكره ابن النديم في ضمن الأُدباء والكتّاب وذكر كتبه الفلسفية في ضمن كتبه الأدبية[1] ويذكر عنه شيئاً في ضمن ترجمة محمّد بن زكريا الرازي (في ضمن الأطباء) وأنّه درس الفلسفة عند البلخي، من دون توضيح: إنّ هذا البلخي هو نفس أبي زيد البلخي أو هو شخص‌

[1] الفهرست: 204.