responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 455

كان يميل الى قوم الخوارج، ويُعرف بمناعة طبعه. كان صديقاً للمنصور الدوانيقي قبل خلافته، دخل عليه يوماً في خلافته فأكرمه المنصور وطلب إليه أن يعظه، فقال له عمرو: «إنّ هذا الأمر الذي أصبح في يدك لو بقي في يد غيرك ممن كان قبلك لم يصل إليك، فاحذر ليلةً تمخض بيوم لا ليلة بعده! فلما أراد النهوض، قال: قد أمرنا لك بعشرة آلاف درهم، قال: لاحاجة لي فيها، قال: والله تأخذها، قال: لا والله لا آخذها. وكان المهدى ولد المنصور حاضراً فقال: يحلف أمير المؤمنين وتحلف أنت؟! فالتفت عمرو الى المنصور وقال: من هذا الفتى؟! قال: هو وليّ العهد إبني المهدىّ! فقال: أما والله لقد ألبسته لباساً ما هو من لباس الأبرار، وسميته باسم ما استحقه، ومهدت له أمراً أمتع مايكون به اشغل ما يكون عنه. ثم التفت عمرو إلى المهدى فقال: نعم يا ابن أخي إذا حلف أبوك أحنثه عمّك، لانّ أباك أقوى على الكفّارات من عمك. فقال له المنصور: هل من حاجة؟ قال: لا تبعث إليّ حتى آتيك! قال: إذاً لا تلقاني! قال: هي حاجتي! ومضى. فأتبعه المنصور طرفه وقال:

كلكم يمشي رويد

كلكم يطلب صيْد

غير عمرو بن عبيدْ[1].

وعمرو بن عبيد هذا هو الذي دخل عليه هشام بن الحكم وعمرو لا يعرفه، فسأله مسائل في الإمامة حتى أفحمه، فظنّ عمرو أنّه هو هشام بن الحكم فسأله: أأنت هشام؟ قال: نعم، فلما عرفه احترمه وأكرمه‌[2].

هؤلاء الذين ذكرناهم من الطبقة الأُولى والثانية من المتكلمين الإيرانيّين من أهل السنة. وقد قام بين الإيرانيّين في القرون التالية متكلمون من السنّة كثيرون، نأتي هنا بأسماء عدد منهم على ترتيب القرون والطبقات:


[1] ابن خلكان: وفيات الأعيان 131: 3.

[2] أُصول‌الكافي 170: 1.

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 455
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست