responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 401

لمذهبه أتباع إلى فترة من الزمن ثم انقرضوا بعد حصر المذاهب في الأربعة. ويذكر ابن النديم في الفهرست عدّة من الفقهاء الذين كانوا يتبعون مذهب الطبري في الفقه.

والطبري نسبة الى طبرستان وهي مازندران وهو من آمُل، ولد بها سنة (224 ه-) ومات ببغداد سنة (310 ه-) طبع تفسيره في القاهرة. وتُرجم إلى الفارسية بأمر نوح بن منصور الساماني من ملوك السامانيين قام به وزيره البلعمي العربي في أصله ونسبه، وطبعت الترجمة أخيراً بطهران.

2- الكشّاف: وهو من أشهر وأتقن تفاسير أهل السنة، ويمتاز من حيث الأدب ولا سيما البلاغة. مؤلفه أبوالقاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي المقلّب بجار الله، وكان من أكابر علماء الإسلام، وقد ألّف كتباً كثيرة في الأدب والحديث والموعظة. وإنّما لُقّب جار الله لمجاورته سنين بمكة المكرّمة، وإن كان هو من أهل شمال بلاد إيران الباردة، وإنّما تحمّل ذلك الجوّ الحجازي الحار تيمناً وتبركاً وطلباً للآثار المعنوية الكثيرة في المجاورة هناك. والظاهر أنّه كتب تفسيره الكشّاف أيّام مجاورته بيت الله الحرام.

وفي الجزء الثالث من الكشّاف بذيل الآية السادسة والخمسين من سورة العنكبوت:

يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ‌.

يقول: «معناها إنّ المؤمن إذا لم يتسهل له العبادة في بلد هو فيه ولم يتمش له أُمور دينه كما يحبّ فليهاجر إلى بلد يقدّر أنّه فيه أسلم قلباً وأصحّ ديناً وأكثر عبادة وأحسن خشوعاً. ولعمرى إنّ البقاع تتفاوت في ذلك التفاوت الكثير، ولقد جربنا وجرب أوّلونا فلم نجد- فيما دُرنا وداروا- أعون على قهر النفس وعصيان الشهوة، وأجمع للقلب الملتفت وأضم للهمّ المنتشر وأحث على القناعة وأطرد للشيطان وأبعد من كثير من الفتن وأضبط للأمر الدّيني في الجملة، من سكنى حرم الله وجوار بيت الله، فلله الحمد على ما سهّل من ذلك وقرب ورزق من الصبر وأوزع من الشكر.

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 401
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست