responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 373

أحسن من سابقتها الأُموية. ولقد قامت في إيران في القرن الثاني والثالث الهجري ثورات غير إسلامية وأحبطت من قبل الإيرانيّين أنفسهم، وإنّ الدقة في التاريخ تكفلت لنا ببيان أنّ الذين كانوا يحبطون هذه الثورات إنّما كانوا من الإيرانيّين أنفسهم دون العرب.

فإنّه لولا الجنود والقواد المسلمون الإيرانيون لكان من المحال أن تحبط الدولة العربية تلك الثورة التي كان يقودها في آذربايجان بابك خرّم دين، مع كلّ ما قدمت هذه الحروب مما يقرب من مائتين وخمسين ألفاً من الضحايا ... وهكذا سائر الثورات التي كان يقودها المقنّع أو السنباد أُوستادسيس أو غيرهم.

وإنّ السلطان محمود الغزنوي كان قد صبغ حروبه في الهند بصبغة إسلامية، فكان الجنود المسلمون الإيرانيون يتقدمون فيها باندفاع الى الجهاد الإسلامي المقدس. وكذلك كان الأمر في الحروب الصليبية حيث إنّ سلاطين إيران إنّما صدّوا حملة الصليبيين الغربيين باسم الإسلام وبفعل الأحاسيس الإسلامية.

وإنّ الجنود المسلمين الإيرانيّين هم الذين ذهبوا بالإسلام الى آسيا الصغرى لا العرب ولا غيرهم. ونستمع هنا الى مقال الدكتور السيّد جعفر شهيدي في كتاب الذكرى الألفية للشيخ الطوسي (قدس سره) يقول:

إنّ كلمة «بلاد الروم» في عرف المسلمين كانت عبارة عن ممالك الروم الشرقية، كما كانوا يلقبون البحر الأبيض المتوسط ببحر الروم، وعلى هذا فهم كانوا يسمون آسيا الصغرى: بلاد الروم. وحينما فتح المسلمون أراضي الشام رأوا أنّ من الضروري عليهم أن يفتحوا آسيا الصغرى أيضاً. وأراد معاوية أن يهجم عليها ولكنه فوجئ بمخالفة الخليفة عمر بن الخطاب.

إلّا أنّه تحققت‌أمنيته هذه‌وتقدّم في‌الحرب‌حتى عمورية. ولازالت هذه الأراضي على عهد خلافتي الامويين والعباسيين مورداً للأخذ والرّد، وكانت مدن وقلاع تلك المنطقة تتناولها الأيدي وتتداولها من يد الى يد أُخرى. ويشهد التاريخ أنّه لم يتمكن‌

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 373
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست