responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 301

وفي المجتمع غير المتوازن ينقسم الناس إلى طبقتين: أقلّية وأكثرية، أقلّية متنعمة و متمتعة، وأكثرية فقيرة معوزة. والطبقة المتنعمة والمتمتعة تتصف بمقتضى حالها بنوع من الأخلاق، والطبقة الفقيرة تتصف بنوع آخر من الأخلاق، وكلا النوعين لايكونان من الأخلاق الإنسانية المتوازنة في شي‌ء فالطبقة المتمتعة في هكذا مجتمعات تكون عادة طبقة مترفة مسرفة، مبذرة خائفة، تغتر وترضى عن نفسها، تستأثر ولا تعمل، لا تقاوم ولا تبصر. كما نرى هذه الاوصاف قليلًا أو كثيراً في منقولات اميانوس مارسلينوس بشأن النجباء. أما الطبقة الفقيرة ففي هكذا مجتمعات تتصف بسوء الظن والحقد والعصيان وإرادة السوء بالآخرين و الانتقام منهم، تعتقد بالنصيب والصدفة، وتنكر العدل والنظام في العالم.

إنّ القواعد التي تحكم المجتمعات البشرية تقتضي ما قلناه، وإن لم يصف مؤرخٌ عامة الناس في إيران إذّاك بما وصفناه.

إنّ الضرائب كانت تؤخذ في إيران على الرؤوس، لكن الطبقة التي كان يجب أن تطالَب بها أكثر من غيرها كانت تُعفى منها تماماً. وحتى أنوشيروان الذي أعاد النظر في وضع الضرائب وأصلح بعضها مع ذلك استثنى منها: الكبراء والنجباء والجنود ورجال الدين و الكتّاب وموظّفي الدولة[1].

ومن البدهي أن هذه الاستثناءات والتمييزات كانت تثير الطبقة التي كان عليها أن تدفع الضرائب وتجرها الى التمرد والعصيان.

ونستطيع أن نصل الى أخلاق عامة الناس في ذلك العصر من بعض الحوادث فيه:

فقد كتب ابن الأثير يقول:

«ثم سار فنزل‌بكوثى، فأتي‌برجل من العرب، فقال له: ما جاء بكم وماذا تطلبون؟


[1] بالفارسية: إيران در زمان ساسانيان: 390.

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 301
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست